نفتقدكم قراءنا الأعزاء.. مستمرون معكم في قلب الطاولة على الأخبار المضللة
رادار نيوزليتر (Radar newsletter) تعود إليكم في ثوبها الجديد، بعدما باتت أحد أهم المشروعات في شركتنا الوليدة ذات المسئولية المحدودة "نشرات ميديا - Nashrat Media" المتخصصة في مجالات إنتاج المحتوى الرقمي والاستشارات الإعلامية، إلى جانب إصدار النشرات وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.
رادار نيوزليتر (Radar newsletter) هي أول نشرة بريدية للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي في مصر والمنطقة العربية، تهدف لـ "محو الأمية الإعلامية" للصحفيين والمدونين، وطلاب الجامعات ورواد السوشيال ميديا، عبر الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من المحتوى والوسائط بسهولة ودقة وبشكل مجاني، إلى جانب المساعدة في اطلاعهم على أهم المقالات والتحديثات والأبحاث والشخصيات البارزة والفاعلة في هذا المجال بشكل شهري.
ما الجديد لدينا في الإصدار الحادي عشر من "رادار نيوزليتر"؟
- إطلاق جائزة "رادار نيوزليتر" لأفضل تقرير للتحقق والتثبت من الأخبار الزائفة
- انفجار مزيف في البنتاجون.. وكيف نتحقق من الصور التي تُنتج بالذكاء الاصطناعي؟
- ثمن الأكاذيب ومسلسل "تشرنوبل": هذا ما يحدث حين إنكار ضخامة الحادث
- فنجان قهوة مع مها صلاح الدين: أخشى أحيانًا أن يصبح "مدقق المعلومات" مجرد موضة في الإعلام
- "قاتل جوجل".. محرك البحث "ولفرام ألفا" يحدد الموقع الجغرافي والطقس والعمليات الحسابية
- التحقق على طريقة صحيفة "لوموند".. أداة تميز بين الحقائق والتزييف حسب مصدر الخبر
تقرير رويترز: لماذا يقلق 56% في التفريق بين الأخبار الحقيقية والمزيفة عبر الإنترنت؟
جائزة "رادار نيوزليتر" لأفضل تقرير للتحقق والتثبت من الأخبار الزائفة
تعلن شركة "نشرات ميديا"، المالكة لنشرة "رادار نيوزليتر" للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي، عن الإصدار الأول من جائزتها الأولى لأفضل تقرير منشور في وسائل الإعلام المصرية (صحف / مواقع / قنوات) للعام 2023، على أن يكون تقريرًا يكشف التضليل الخاص بالمحتوى بصوره المختلفة (نص / صور / فيديو) ومعتمدًا على منهجية علمية في طريقة تفنيد تلك الشائعات أو المحتوى المضلل.
معايير وشروط التقدم للجائزة:
- الجائزة مفتوحة أمام العاملين بالمجال الإعلامي (مصريين/ غير مصريين) مقيمين داخل مصر.
- أن يلتزم العمل بميثاق العمل الصحفي ويعتمد ذكر منهجية واضحة في التحقق مع ذكر الأدوات.
- أن تكون التقارير منشورة من بداية يناير 2023 إلى 15 يونيو 2023 بأي وسيلة إعلامية.
- إرسال العمل على هيئة رابط (لينك) عبر رسائل صفحة "رادار نيوزليتر" على "فيس بوك".
- وملحق به ملف وورد من صفحة واحدة به سيرة ذاتية مقتضبة للمتقدم، ولماذا يستحق بالجائزة.
- التقديم بتقرير واحد فقط لا أكثر، وغلق موعد استلام المشاركات في 7 يوليو 2023 الجاري.
- سيتم فحص الأعمال واختيارها من لجنة تشمل قامات إعلامية متخصصة يتم الإعلان عنها لاحقًا.
- سيتم إعلان أسماء الفائزين الثلاثة بأفضل 3 تقارير في الأول من شهر أغسطس المقبل.
- سيتم تقديم جائزة مالية تحفيزية لكل فائز مع درع الجائزة، مع الاستعانة به كصحفي متعاون
رادار نيوزليتر: فيس بوك رادار نيوزليتر: لينكد ان رادار نيوزليتر: واتس آب
انفجار مُزيف في البنتاجون
صورة لدخان كثيف يملأ سماء ساحة البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) سببها انفجار ضخم، نشرتها حسابات على تويتر من التي تحمل علامات التحقق الزرقاء المدفوعة، أدت إلى تراجع في البورصة الأمريكية.
هذا المشهد الذي جرى خلال الأسابيع الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن سوى خدعة سقطت فيها حسابات شهيرة ووسائل إعلامية كبيرة، لكنها لم تكن سوى صورة تم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
القصة بدأت بتداول مواقع وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة تزعم حدوث انفجار في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، دون معرفة أسباب الانفجار، لكن الأمر اللافت هو أن مروجي الصورة زعموا أن موسكو هي من تقف وراء الانفجار، وقد كان الحساب الأول الذي نشرها هو Bloomberg Feed يدعي أنه يتبع لوكالة بلومبيرج (تم إغلاقه لاحقًا) ويملك علامة زرقاء بشكل يحمل على الاعتقاد بأنه حساب حقيقي.
ثم نشرت "روسيا اليوم"، المؤسسة الإعلامية التابعة للحكومة الروسية، الصورة وبعد ذلك قامت بحذف التغريدة بعدما شاركها آلاف المتابعين، كذلك نشرها حساب OSINTdefender المعروف باهتمامه بالنزاعات العسكرية الدولية.
واضطرت الصورة - الذي اكتشف الباحثون أنها مُنتجة بالذكاء الاصطناعي - البنتاجون إلى إصدار نفي رسمي، ليؤكد عدم وقوع أي انفجار في محيطه، ورغم نفي البنتاجون إلا أن الصورة قد أدت لانخفاض في مؤشرات البورصة الأمريكية لفترة وجيزة.
وارتبطت الحسابات الموثقة بالعلامات الزرقاء على مدار 15 عامًا بحالة تجعل الصحفيين ورواد تويتر بالثقة بأن كل حساب يحملها هو حساب أصلي معروف المصدر، على الرغم من أن الوضع قد تغير الآن وباتت العلامات الزرقاء التوثيقية تباع مقابل 8 دولارات في الشهر.
كيف نكتشف الصور التي تُنتج بالذكاء الاصطناعي؟ 5 نصائح
تعتبر "فرانس برس" أنه لا يمكن لمنصات التحقق كشف صور الذكاء الاصطناعي بنتائج حاسمة، لكن يعتبر الخبراء في التقنية أن الشك واستخدام العقل هي الأداة الأهم في كشف حقيقة تلك الصور، لافتين إلى نصائح خمس نبرزهم هنا:
النصيحة الأولى: العودة إلى مصدر الصورة
بحسب الخبراء، أفضل طريقة لكشف حقيقة الصورة تكمن في العثور على مصدرها الأصليّ، فقد تكون منشورة على حساب مَن صنعها مرفقة بإشارة إلى أنّها نتاج برنامج ذكاء اصطناعيّ. وهنا يمكن استخدام البحث العكسيّ عن الصور في مختلف محرّكات البحث للوصول إلى الصفحات التي نشرت الصورة.
وفي حال لم يرشد البحث إلى مصدر الصورة، يمكن أن يساعد في الوصول إلى نسخة ذات جودة أفضل تتيح التدقيق في تفاصيلها بحثًا عن أدلّة. كما يمكن أن تقدّم محرّكات البحث لقطات شبيهة، ما يفتح المجال لمقارنة الصورة موضع الشكّ بصورٍ حقيقيّة من مصادر موثوقة.
النصيحة الثانية: التركيز على تفاصيل الصور وتحليلها
البحث عن علامة مائية، فتعمد بعض برامج الذكاء الاصطناعي على ترك علامة على الصور التي تنتجها كالشّريط الملّون الذي يظهر على الصور المنتجة من خلال برنامج "دال - إي"، أو علامة القلم الملّون التي يتركها برنامج "كرايون"، أو علامة محرّك "بينج"، لكنّ هذه العلامات يمكن إزالتها بسهولة، بالإضافة إلى أنّ البرامج الأخرى لا تترك في الأصل علامات.
النصيحة الثالثة: البحث عن تشوّهات
على الرغم من التطوّرات التي شهدتها هذه البرمجيات، إلا أنّ الصور التي تنتجها لا تزال تشوبها عيوبٌ وتشوّهات. وتعدّ هذه الأخطاء السبيل الأفضل لكشف هذا النوع من الصور.
التدقيق بالعيون مفيد أيضًا في هذا الإطار، إذ إنّها تظهر انعكاسًا قد تشوبه أخطاء، كما يمكن رصد اختلاف بالشكل أو بالحجم أو باللون بين العينين، ما يمكن أن يقدّم دليلًا إضافيًا.
هذه البرمجيات قد تنتج أيضًا عناصر غير متّسقة كحجم الوجه، أو موضع الأذنين أو تشوّهات على مستوى الأقراط. ومن العناصر الأخرى التي يصعب على برمجيات الذكاء الاصطناعي أنّ تقلّدها: الشعر والأسنان، كما تشكّل النظّارات الشمسيّة تحديًا إضافيًا لهذه البرمجيات، إذ تظهر أحيانًا وكأنها ذائبة على وجه الأشخاص.
النصيحة الرابعة: النظر إلى خلفية الصورة
عند التدقيق في الصورة يجب الانتباه إلى الجزء الخلفيّ منها، حيث يمكن أن تختبئ بعض التشوّهات.
النصيحة الخامسة: اتباع المنطق السليم
تتضمّن الصور المولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي عناصر قد لا تكون مشوّهة إلا أنّها تشكّل بوجودها خطأ منطقيًا، لذلك يجب اتباع المنطق السليم عند التدقيق في صورة موضع شكّ.
ما ثمن الأكاذيب؟ "تشرنوبل" نموذجًا
لا شك أن ترسانة الأكاذيب تعمل بكل طاقتها مع الأحداث الكبيرة، واحدة من التي لم ينسها التاريخ هي حادث انفجار "المفاعل النووي في تشرنوبل" عام 1986، باعتبارها الكارثة النووية الأخطر في التاريخ، إذ هددت الحياة في القارة الأوروبية بأكملها، وحتى الآن لا تزال منطقة الإخلاء الواسعة حول المصنع، والتي زادت عن محيط 30 كيلومترًا، هي الأكثر تلوثًا بالإشعاع حول العالم.
ويصور مسلسل "تشرنوبل" (Chernobyl) وقائع الكارثة بشكل درامي محترف تضع المشاهد في قلب الحدث، وتجذب انتباهه لأدق التفاصيل، بعدما اعتمد كاتب المسلسل على معلومات وشهادات حقيقية، خلال لقاءاته علماء نوويين وسكان سابقين للاتحاد السوفيتي، وقرأ شهادات من أهل المنطقة، خاصة التي نقلتها الكاتبة البيلاروسية، الحائزة على جائزة نوبل للأدب، سفيتلانا أليكسيفيتش في كتابها "أصوات من تشرنوبل"، بالإضافة لزيارتها الميدانية إلى منطقة الإخلاء المحيطة بمصنع الطاقة النووية المنفجر.
اللافت للانتباه فى المسلسل، ما قاله أحد أبطال القصة حول مسؤولية الحادثة: "حينما تكون الحقيقة مسيئة نكذب ونكذب حتى ننسى أنها موجودة، لكنها موجودة، كل كذبة نقولها تشكل دينًا للحقيقة وعاجلًا أم آجلًا سيُدفع ذلك الدين"، في إشارة منه إلى محاولة السلطات السوفيتية حينها إنكار ضخامة الحادثة وتأطيرها في سياق الخطأ الطبيعي الذي يمكن السيطرة عليه، ولكن سرعان ما تتحول الكارثة إلى أزمة عالمية تهدد المدن السوفيتية وحتى المدن الأوروبية الأخرى، مما يدفع الاتحاد السوفييتي إلى الاستعانة بالعلماء والعمال لمعالجة آثار الكارثة والسيطرة على تبعاتها.
تبدأ أحداث المسلسل في غرفة تحكم ضخمة في جو متوتر يشوبه القلق والخشية داخل المفاعل، انطلاقًا من خطأ غير مفسر يفقد طاقم التحكم السيطرة على مجريات الأمور، إلى أن تقع الكارثة، مولد المفاعل ينفجر مخلفًا إشعاعًا نوويًا ضخمًا يهدد الحياة البشرية في دائرة تتوسع تباعًا مع انصهار المولد شيئًا فشيء، وهذا يبرز دورًا خفيًا تقوم به دائرة المخابرات (كي جي بي) يقع بين الجهتين، يحاول التأثير على مدير المحققين وتهديده أحيانًا وتحريكه في أحيان أخرى في سبيل الحفاظ على صورة الدولة السوفيتية وصناعاتها، خاصة في ظل احتدام التنافس مع الغرب، وهو ما يدفع ليغاسوف (العالم المسؤول عن التحقيق في القاعة خلال المسلسل) إلى الوقوف بين الحقيقة والأكذوبة طوال العمل، إلا أن الضمير المستيقظ الذي جسدته البطلة (خوميوك) يحفز العالم على السير حتى اللحظة الأخيرة للحقيقة.
وتنتهي الأحداث بلحظة الحسم في المحاكمة التي توضع فيها الدولة السوفيتية في قفص الإتهام، ويتبلور السؤال الجوهري الذي دشن العمل لأجله.. ما ثمن الأكاذيب؟
فنجان قهوة مع مها صلاح الدين
ضيفة نشرتنا (رادار نيوزليتر) هي الزميلة مها صلاح الدين، وهي صحفيّة استقصائيّة وصحفيّة بيانات مصرية، مؤسسة ورئيسة وحدة صحافة البيانات وتدقيق المعلومات بموقع مصراوي، حائزة على عدد من الجوائز المحلية والدولية، محاضرة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومدربة معتمدة لدى عدد من المؤسسات الدولية.
* في البداية، ما أهمية تدقيق المعلومات في الفترة الراهنة بالنسبة لكِ؟
- في الأساس أنا صحفية تحقيقات استقصائية ورقمية مدفوعة بالبيانات، بدأت علاقتي بتدقيق المعلومات مع أول تحقيق استقصائي أنتجته عام 2016، لم أكن أعرف وقتها أنه سيمر بمرحلة تدقيق المعلومات، وتمت تلك العملية بدون أن يُطلق عليها أي مسمى، كان يتم سؤالي عن الوثائق، وعن مصادر المعلومات، ونصوص القوانين، والتسجيلات.
وبعدها تسنى لي أن أحضر ورشة تحقيقات استقصائية متقدمة، وتعرفت من خلالها على مرحلة تدقيق المعلومات بشكل فعلي، وقتها أدركت ما تم في تحقيقي الأول، وفهمت أهمية تلك العملية، ووضعت هدفًا نصب عيني أن أكون جزءًا منها يومًا ما.
* ولماذا وجهتِ تخصصك لاحقًا إلى الاهتمام بشكل شخصي بهذا النوع؟
- أعمل في صحافة البيانات منذ عام 2017، حتى الآن يندر وجود الصحفيين المتخصصين في هذا المجال بشكل فعلي، ولخبرتي التي تكمن في جعل صحافة البيانات أساسًا لعملي اليومي، ليس مجرد قصة أو تحقيق ينشر لي كل عام أو شهور، أصبحت متمرسة وسريعة في جميع مراحل العمل المتعلقة بالبيانات.
في عام 2020 وبعد ورشة متقدمة في تدقيق المعلومات، كانت حجرًا لأساس دليل تدقيق المعلومات ما قبل النشر في الوطن العربي، مع شبكة أريج، تلقيت عرضًا من الشبكة نفسها، لأكون ضمن مدققي المعلومات المعتمدين، الذين يعملون على تدقيق محتوى الشبكة.
ومنذ ذلك الوقت دققت عشرات القصص والتحقيقات، وحتى الأوراق البحثية والمواد التدريبية، كانت أغلبها أعمال مدفوعة بالبيانات، وهنا كنت قد صنعت لنفسي، بمساعدة الشبكة، طريقًا مهنيًا جديدًا نادرًا في الوطن العربي، وهو أنني مدققة معلومات متخصصة في تدقيق المحتوى المدفوع بالبيانات.
* إلى أي مدى وصل انتشار ثقافة تدقيق المعلومات في مصر والوطن العربي، خاصة في ظل عدم وجود مواد للتربية الإعلامية؟
- أنا معجبة جدًا بجميع مبادرات، ومؤسسات تدقيق المعلومات في مصر والوطن العربي، بجميع أشكالها، الشكل الشعبوي المتمثل في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، المهتمة بتدقيق كل ما يهم الناس. والمواقع الكبير النخبوية كـ "أخبار ميتر" و"مسبار" وغيرها.
وأتوقع خلال العام القادم، أن تشاع مهنة مدقق المعلومات بين المؤسسات، وصحيح كل مبادرة لها سلبياتها وإيجابياتها، لكن هذا طبيعي في بداية انتشار كل شيء جديد، أخشى أحيانًا أن تصبح الفكرة موضة أو صيحة جديدة في العمل الإعلامي يتهافت عليها الجميع دون شغف أو دافع حقيقي، ولكن هذا لن يدوم إلا بالمتميزين والشغوفين والدؤوبين بحق.
* ما النصائح التي يمكن أن توجهيها للصحفيين في عملهم اليومي؟
- امتلك مهارات تدقيق المعلومات لنفسك، أيًا كان مجالك أو تخصصك، حتى وإن كنت صحفيًا فنيًا أو رياضيًا، فتلك المجالات هي أكثر ما يهم الناس، وفكرة امتلاكك مهارات متقدمة بها ستخفف من احتمالية وقوعك في فخ الأخبار المغلوطة، وتجعلك منبرًا موثوقًا في نظر الجمهور، وستكون متفرد ومميز بين أقرانك الصحفيين.
وكن متشككًا دائمًا، واسند كل معلومة تكتبها إلى مصادر موثوقة، فمن حق من يثق ويقرأ لك أن يعرف مصدرك، ما دام لا يوجد خطر عليه.
* ما أهم التجارب الصحفية والشخصية التي نالت إعجابك في تدقيق المعلومات.. ولماذا؟
- سأذكر تجربتين، تجربة كنت جزءًا منها، وتجربة لزملاء آخرين، أحب تجربة مختبر حرر وتحرَّ، وهو مشروع تابع للشبكة العربية لمدققي المعلومات، كان لي نصيب أن أُشرف على مشروعات المختبر في النسخة الثانية منه، واستطعنا خلال تلك التجربة إنتاج تقارير تدقيق معلومات معمقة، للمحتوى ما بعد النشر، وكان بعضها مدفوعًا بالبيانات.
والتجربة الثانية، هي تجربة مسبار، أحب أدواتهم المبتكرة على الموقع، التي جعلتهم مصدرًا مهمًا للبيانات، للباحثين المتخصصين في تدقيق المعلومات، فمن على موقع مسبار، تستطيع أن تعرف كيف يستهدف موقع إخباري معين قضية معينة ليروج بشأنها أخبارًا مغلوطة، وهو بالنسبة لي ابتكار جيد.
* إذا كنتِ تفضلين إخبار الصحفيين على أداة أو طريقة سهلة وبسيطة لتدقيق المعلومات، فما هي؟
- بما إنني مدققة معلومات، متخصصة في مرحلة ما قبل النشر، فسأتحدث عن أول خطوة أفعلها بعد استلام وقراءة أي تحقيق أقوم بتدقيقه، إنني أقوم بتسطير التحقيق، "أي تحديد بلون فاتح على المستند"، جميع المعلومات الواردة في التحقيق، لينتهي الحال بأغلب سطور التحقيق بهذا اللون، وما إن أدقق كل معلومة، وأنتهي من الاطلاع على المصدر الأولي لها، أمحو التسطير، فيما عدا المعلومة التي تحتاج إلى المزيد من العمل أو التصحيح، أتركها مسطرة، وأرفقها بتعليق به المعلومة الصحيحة، ومصدرها الصحيح.
* بماذا تحلمين؟
- أحلم بأن تدرس مواد صحافة البيانات وتدقيق المعلومات في الجامعات المصرية كمواد أساسية في مرحلة البكالوريوس، حاليًا نقوم بتدريسها لطلاب الدراسات العليا، ولكن حتى يصل الطالب لمرحلة متقدمة، ويدرك أهمية ما يدرس في هذه المجالات يجب أن يبدأ مبكرًا.
* بشكل أكاديمي، هل المواد التعليمية والمناهج العربية تتواكب مع احتياجات الصحفيين والمدققين؟
- بالطبع لا، فيما عدى المواد المقدمة لطلاب الدراسات العليا، والتي لجأت أغلب الكليات تقديمها من خلال مهنيين.. ومن وجهة نظري المتواضعة، لابد أن تدرس أي مادة عملية في كليات الإعلام في جميع المراحل من خلال أستاذين، أحدهما أكاديمي، والآخر مهني، حتى يخرج الطلاب بأفضل نتيجة ممكنة، دون أن يكونوا منفصلين عن الواقع.
- التحقق على طريقة صحيفة "لوموند"
أداة "DECODEX" تميز بين المعلومات الحقيقية والمزيفة حسب مصدر الخبر
أنشأت صحيفة لوموند – Le Mond أداة تسمى DECODEX للمساعدة في تمييز المعلومات الحقيقية من المعلومات الزائفة حسب مصدر الخبر، إذ يمكن إدخال عناوين مواقع الويب، ثم تجيب DECODEX عما إذا كان الموقع موثوقًا أم لا.
وتستخدم DECODEX تقنيات التحليل اللغوي والذكاء الاصطناعي لتقييم مصداقية المحتوى عبر مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية والمواقع الإلكترونية، كما تعتمد على قاعدة بيانات تضم معلومات حول المصادر الإخبارية الموثوقة وتاريخها ومعايير الجودة المعتمدة. يتم تحليل المحتوى المقدم بواسطة هذه المصادر وتقييمه وفقًا لمجموعة من العوامل مثل المصداقية والدقة والموضوعية.
تتيح الأداة للمستخدمين تحميل رابط المادة المشكوك فيها أو إدخال نص المقالة لتلقي تقييم حول مدى مصداقيتها، ويعتبر هذا النوع من الأدوات مهمًا في ظل انتشار الأخبار الزائفة والمضللة على الإنترنت، حيث يمكن أن يساعد في تعزيز الوعي الإعلامي وتعزيز القدرة على التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.
- "قاتل جوجل"
محرك البحث "ولفرام ألفا" يحدد الموقع الجغرافي والطقس والعمليات الحسابية
يقوم بالإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليه، في حين تقوم محركات البحث الأخرى بعرض قائمة من مواقع الإنترنت ذات العلاقة، وهو الأمر الذي دفع بعض الخبراء بتسميته "قاتل جوجل"، حيث إنه عبارة عن مجموعة من العمليات الحسابية التي تعتمد على أفكار من مطور محرك البحث ستيفن ولفرام. المعرفة الحسابية التي يتمتع بها محرك البحث الجديد ستقدم ميزات جديدة لعمليات البحث لا يتمتع بها أي محرك بحث آخر لأنه يشمل "الرياضيات، الإحصاءات وتحليل البيانات، الفيزياء، الكيمياء، الهندسة، علم الفلك، علوم الأرض، علوم الحياة، العلوم الحاسوبية، الوحدات والتدابير، التواريخ والأوقات، الأماكن والجغرافيا، الناس والتاريخ، الثقافة والإعلام، موسيقى، الكلمات واللغة، والألوان".
تقرير رويترز: الصحفيون أم المؤثرون؟
لماذا يشعر 56% من القراء بالقلق في التفريق بين الأخبار الحقيقية والمزيفة عبر الإنترنت؟
تقرير حديث لمعهد رويترز في بريطانيا خرج بنتائج قد تزعج الصحفيين وأصحاب المهنة من التقليديين.. التقرير ارتكز على مسح عبر الإنترنت بمشاركة 94 ألف شخص من 46 بلدًا حول العالم.
في البداية، التقرير أشار إلى عزوف عن متابعة الأخبار في المجمل، وأن نسبة الجمهور المهتم أو المهتم جدًا بالأخبار حول العالم، انخفضت من 63% في عام 2017 إلى 43% هذا العام.
وأوضح التقرير أن عدد من يحصلون على الأخبار من موقع إلكتروني على الإنترنت أو تطبيق تراجع بعشر نقاط منذ 2018، إذ تفضل الفئات العمرية الأصغر سنًا الاطلاع على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفاد التقرير أيضًا أن 56% ممن شملهم الاستطلاع، يشعرون بالقلق بشأن التفريق بين الأخبار الحقيقية والأخبار المزيفة عبر الإنترنت.
كما أوضح التقرير أن المؤثرين والمشاهير على منصة تيك توك يأخذون على نحو متزايد دور الصحفيين كمصدر رئيسي لأخبار الشباب.
حيث وجد التقرير أن 55% من مستخدمي تيك توك وسناب شات يحصلون على أخبارهم من "المؤثرين"، مقارنة بـ 33 إلى 42% يحصلون عليها من وسائل الإعلام الرئيسية والصحفيين على تلك المنصات.
"أن تعرف وأن لا تعرف، أن تعي الحقيقة كاملة، ومع ذلك لا تفتأ تقص الأكاذيب المحكمة البناء، أن تؤمن برأيين في آن وأنت تعرف أنهما لا يجتمعان ومع ذلك تصدق بهما.
أن تجهض المنطق بالمنطق، أن ترفض الالتزام بالأخلاق فيما أنت واحد من الداعين إليها، أن تعتقد أن الديمقراطية ضرب من المستحيل، وأن الحزب وصي عليها، أن تنسى كل ما يتعين عليك نسيانه ثم تستحضره في الذاكرة حينما تمس الحاجة إليه ثم تنساه مرة ثانية فورًا ذلك هو الدهاء الكامل، أن تفقد الوعي عن عمد ووعي ثم تصبح ثانية غير واع بعملية التنويم الذاتي التي مارستها على نفسك"
― جورج أورويل 1984