جهاز كشف الكذب الإسرائيلي يكذب
كيف انحازت وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل في تغطية الحرب على غزة؟
نفتقدكم قراءنا الأعزاء.. مستمرون معكم في قلب الطاولة على الأخبار المضللة
رادار نيوزليتر (Radar newsletter) هي أول نشرة بريدية للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي في مصر والمنطقة العربية.
تهدف رادار نيوزليتر لـ "محو الأمية الإعلامية" للصحفيين والمدونين، وطلاب الجامعات ورواد السوشيال ميديا، عبر الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من المحتوى والوسائط بسهولة ودقة وبشكل مجاني، إلى جانب المساعدة في اطلاعهم على أهم المقالات والتحديثات والأبحاث والشخصيات البارزة والفاعلة في هذا المجال بشكل شهري.
ما الجديد لدينا في الإصدار الـ 13 من "رادار نيوزليتر"؟
- كيف انحازت وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل في تغطية الحرب على غزة؟
- فنجان قهوة مع رشا فايق: لا أؤمن بفكرة "السبق الصحفي"
- "PHOTOME" و"EXIF 35" أداتان للتعرف والتحقق من الصور
- كيف يمكن كشف التلاعب بالنصوص المُعدلة على منصات التواصل الاجتماعي؟
- هكذا احتفلنا بالدورة الأولى للفائزين بجائزة "رادار نيوزليتر"
- المحتوى الكوميدي الإسرائيلي يضلل العالم.. كيف؟
وقائع انحياز الإعلامي الغربي لإسرائيل في حرب غزة
تتفق الكثير من الأصوات الإعلامية، على أن هناك تحيزًا واضحًا من قبل العديد من الوسائل الإعلامية الغربية لصالح إسرائيل، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وقد ظهر هذا التحيّز بوضوح وكثافة، وبأشكال عدة، كان من أهمها استخدام خطاب مؤيد لأفعال إسرائيل، واستخدام مصطلحات ولغة مضللة في نقل الأحداث، والتركيز على هجمات حماس والضحايا المدنيين الإسرائيليين. وبحسب فريق "مسبار" فإنه تلاحظ هذا التحيز حتى في وسائل الإعلام التي تتفاخر بالالتزام بمعايير صحفية صارمة، مثل الـ BBC، شبكة ABC NEWS، شبكة CNN، صحيفة ذا تايمز البريطانية.
وقد ظهر جليًا الانتقائية في استخدام المصطلحات الصحفية خلال نقل الأحداث، وتبرز "رادار نيوزليتر" بعض تلك المظاهر
شبكة ABC NEWS
خصصت شبكة ABC NEWS نافذة للحديث عن جذور الأزمة الفلسطينية، مصوّرة الأمر كصراع بين إسرائيل كدولة وحماس كمنظمة إرهابية. واستخدمت مصطلحات مثل "حق إسرائيل في الوجود"، بحيث أهملت جذور الصراع الأساسية ولم تُلقِ الضوء على حق الفلسطينيين في أرضهم، وأنّ أصل المشكلة هي قضية احتلال إسرائيل لأرض فلسطين، وعدم السماح للفلسطينيين ببناء دولتهم المستقلة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة وجود تحيّز في اختيار مصطلحات عناوين التقارير الإخبارية، إذا تصف ABC News في أحد تقاريرها الهجمات التي نفذتها حماس ضد إسرائيل بأنها "مذبحة"، في حين تستخدم مصطلحات معتدلة عند نقل الأخبار المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية وتربطها مباشرة بقتال حماس، متجاهلة أن تلك الهجمات تؤدي إلى قتل مئات المدنيين في قطاع غزة.
هيئة الإذاعة البريطانية BBC
نشرت BBC تغريدة في صفحتها على موقع إكس، استخدمت فيها مصطلحات منحازة للرواية الإسرائيلية، إذ جاء في التغريدة عند وصف الأحداث أن الإسرائيليين "يتعرضون للقتل"، بينما جرى وصف الفلسطينيين بأنهم ببساطة "يموتون". وهذا ما يمكن أن يحيل إلى خلق انطباع بأن بعض الوفيات قد تكون عرضية أو غير متعمدة، أو غير مفسرة، بينما تصوّر وفيات الإسرائيليين نتيجة لأعمال عنف أو قتل محددة ومتعمدة.
وفي الصحافة، يجب التمييز بين مفهومي "القتل" و"الوفاة" عند تغطية الأحداث. "الوفاة" هو مصطلح يشير إلى فقدان الحياة بشكل عام ومحايد، كما في حالات الموت الطبيعي والحرائق والكوارث، بينما "القتل" يُستخدم للإشارة إلى فقدان الحياة جراء أعمال عنف، كما في حالات الهجمات الإرهابية. استخدام "القتل" يسلط الضوء على طبيعة العمل العنيف ويعزز من مسؤولية الجناة، بينما "الوفاة" يمكن أن يكون أكثر عمومًا في توصيف الخسارة البشرية.
فبعد نشر تغريدة BBC التي استخدمت فيها مصطلحات منحازة للإسرائيليين، قامت صفحة ملاحظات المجتمع، وهي برنامج تابع لمنصة إكس يتيح لبعض المستخدمين إرسال تصحيح حول التغريدات التي قد تكون مضللة أو تفتقر إلى معلومات قد تغيّر مجرى الأحداث، بتوجيه نصيحة لـBBC لإعادة صياغة الخبر وإزالة التحيز الواضح في اللغة الصحفية، إلا أن هذا التصحيح اختفى في وقت لاحق أو حُذف لأسباب مجهولة.
شبكة CNN
تواجه شبكة "سي إن إن" الإخبارية اتهامات بتلفيق تقاريرها الحربية القادمة من إسرائيل، خلال الحرب الأخيرة، التي اندلعت بعد إعلان حركة حماس عن عملية طوفان الأقصى، إذ قامت الشبكة ببث مشاهد اعتُبرت "استفزازية" ولا تنقل الحقيقة بشكلها الواقعي.
وفي مقطع فيديو مثير للجدل بثته "سي إن إن" ضمن تقرير إخباري، يُظهر كبيرة مراسلي الشبكة الدوليين، الأميركية كلاريسا وارد، وطاقم تصويرها، وهم يحاولون الاختباء في خندق في منطقة مستوطنات أشكول الواقعة في غلاف غزة، لتتجنب التعرض لضربة مزعومة ووابل من الصواريخ في سماء المنطقة على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، وتظهر وهي تحاول نقل ما يحدث حولها وتتنفس بصعوبة أثناء استمرارها في الحديث بينما كانت تختبئ في الخندق.
وعندما تمكنت وارد أخيرًا من النهوض، بدأت تصف مشهدًا فوضويًا حولها، وادعت أنه حدث بالقرب منها، وزعمت أن المسلحين أطلقوا النار على المركبات القريبة منها ومن طاقمها، وتصف وارد المشهد قائلة: "والآن أستطيع أن أريكم المشهد هنا، هذا هو المكان الذي جاء إليه هؤلاء المسلحون لأول مرة وفتحوا النار على كل هذه المركبات"، مضيفة: "توجد عربة أطفال في الأسفل مقلوبة على جانبها أيضًا".
وتستمر "وارد" في الادعاء بأن الدخان المتصاعد على مسافة بعيدة منها في غزة، هو نتيجة للغارات الجوية و"الرد على النيران"، قبل أن تتساءل عما إذا كان ذلك ناتجًا عن قاذفات الصواريخ أم لا، وهي نفسها غير متأكدة.
وتقول: "سامحوني، من الصعب بعض الشيء بعد أن كنت جاثمة في خندق أن أعرف بالضبط ما يحدث"، مع العلم أنها جلست في مكان الاختباء لحوالي دقيقتين فقط، وعند استمرار وارد في وصف المشهد حولها، يظهر رجلان يرتديان ملابس مدنية وأحدهما كان يقوم بتدخين السجائر، ولم يبدو عليهما أيُّ قلق بشأن ضربات صاروخية مفترضة.
وانتقد العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، شبكة سي إن إن، زاعمين أن مشاهد كلاريسا وارد مبالغ فيها ومشكوك في صحتها أو تحتوي على إثارة.
أيضًا، بثت شبكة سي إن إن أيضًا، مشاهد أخرى نقلها مراسلها للشؤون الدولية، نيك روبرتسون، من مستوطنة كفار عزة، قال إنها بعد أن استعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على البلدة من عناصر حركة حماس، وفي حالة يسودها الهدوء حوله، ظهر روبرتسون خلال نقله للأحداث في محيطه، وهو يجلس بوضعية غريبة، وصوته يرتجف، وكأنه وسط حرب، في حين يظهر جنود الجيش الإسرائيلي خلفه وهم يتحركون بشكل طبيعي ولا أثر لوجود اشتباكات أو قصف في المحيط.
وكان روبرتسون يتحدث في التقرير عن حجم جثث الإسرائيليين في المنطقة بعد المعارك التي دارت هناك على مدار يومين، زاعمًا أن القوات الإسرائيلية عثرت على "جثث رجال ونساء وأطفال مقيدين بأيديهم، مقتولين بالرصاص، معدومين، مقطوعة رؤوسهم في المكان".
وفي تغطيتها للحرب الجارية تصف شبكة سي إن إن الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بـ "التوترات" بين الجانبين. متجاهلة حقيقة أن إسرائيل من الناحية القانونية والموضوعية دولة محتلة، كما تصف الأراضي بأنها متنازع عليها، كما لو أنه لا يوجد استعمار استيطاني غير قانوني في فلسطين، ويدفع الفلسطينيين إلى الخروج من أراضيهم.
The Times
نشرت صحيفة ذا تايمز البريطانية مقالًا في نسختيها الورقية والرقمية بعنوان "إسرائيل تنشر صورًا لأطفال مشوهين"، إلّا أنّ الصورة المرفقة مع الخبر في النسخة الورقية، لم تكن لأطفال إسرائيليين، بل لأطفال من قطاع غزة أُصيبوا جراء القصف الإسرائيلي، لكن المفارقة أن الصحيفة كتبت أسفل الصورة وصفًا لها يقول "أطفال فلسطينيون أصيبوا في غارات جوية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة".
ولاقى اختيار الصورة انتقادات من قبل مستخدمين، لإمكانية أن يتسبب في تضليل القارئ لاعتقاده أنها لأطفال إسرائيليين، رغم الإشارة في العنوان إلى أنّ الموضوع حول رضع، وشاركت الخبر المرفق بصورة أطفال من غزة في النسخة الورقية من المقال، حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، منها حساب ألي هودجكينز براون، المحررة في هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وبالعودة إلى المقال المنشور في النسخة الورقية لذا تايمز، وجد أنّ صورة الغلاف مختلفة عن الموجودة في النسخة الرقمية. وهي لعائلة جندي إسرائيلي قُتل خلال اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، كما تبين أنّ الصحيفة لم تنشر أي محتوى بصري لأطفال إسرائيليين مصابين، وقالت إنّها اختارت عدم مشاركتها لأنّها صادمة.
المحتوى الكوميدي الإسرائيلي يضلل العالم.. كيف؟
مع بداية الحرب على غزة، غيّر العديد من المؤثرين الكوميديين الإسرائيليين نوعية محتواهم، متجهين نحو تقديم رسائل سياسية مؤيدة لإسرائيل، إلا أنّ هذا المحتوى يتضمن في كثير من الأحيان معلومات مضلّلة وخطابًا عنصريًا، ويخفي أحيانًا تزويرًا متعمدًا للوقائع، كما يهدف إلى تمرير رسائل تساهم في تبرير العنف وتأجيج خطاب الكراهية. مما يجعله شكلًا خطيرًا من أشكال الترويج للمعلومات المضلّلة من قبل شخصيات مؤثرة في الرأي العام.
على سبيل المثال، انتقل المؤثر الإسرائيلي Matanel Laiany من تقديم محتوى كوميدي عام إلى محتوى ساخر يحمل رسائل سياسية. ونشر لياني مقطع فيديو بعنوان "هذه هي البداية"، سخر فيه من معاناة الفلسطينيين في غزة وحوّل هذه المعاناة إلى مادة كوميدية، وذلك تزامنًا مع قطع إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع، وحصد مقطع الفيديو تفاعلًا واسعًا، وتعليقات كثيرة مشبعة بالكراهية.
وأثارت ناشطة إسرائيلية انتقادات حادة بعدما نشرت مقطع فيديو يسخر من معاناة الفلسطينيين خلال القصف الإسرائيلي. في الفيديو، ظهرت المؤثرة وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية موحية للجمهور بأنّ الفلسطينيين يتظاهرون بالمعاناة، إذ وضعت الكاتشب على وجهها وعلى ملابسها.
وبشكل مشابه، نشرت المؤثرة Noya Cohen مقطع فيديو ساخر تنكرت فيه كامرأة فلسطينية تعيش تحت القصف الإسرائيلي. وفي الفيديو، قدّمت المؤثرة صورة للمرأة وهي تستخدم مواد تجميل تُغطيها الأتربة، وفي النهاية عرضت مشهدًا يُظهر انفجارات وكأنّها جزءٌ من الحياة اليومية، في محاولة للتلاعب بحقيقة الواقع وإنكار الوضع الصعب الذي يواجهه الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي.
مع تفشي هذا النوع من المحتوى الساخر وغيره، بدأ عدد كبير من المستخدمين، الذين تأثروا بهذا النوع من المحتوى، باستخدام الوسم الساخر "باليوود" أو "Pallywood"، بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُستخدم مصطلح "باليوود"، الذي يمزج بين كلمتي "فلسطين" و"هوليوود"، للتشكيك في صحّة الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي توثق العنف الإسرائيلي أو معاناة الفلسطينيين، وتصويرها على أنها "مسرحيات مفتعلة".
ويُشير الباحثون إلى أن قرابة 30% من الأمريكيين يحصلون على المعلومة السياسية من برامج ساخرة مثل "The Daily Show" و"The Colbert Report"، باعتبار أن المحتوى الساخر يجعل الجمهور أكثر ميلًا لتصديق المعلومات المضللة.
واللافت أن عمليات الإبلاغ عن مقاطع الفيديو الساخرة، التي تحتوي معلومات مضلّلة الموجودة على منصات التواصل قد لا ينفع غالبًا في محاربته؛ بسبب امتناع وسائل التواصل الاجتماعي عن إزالة هذا النوع من المحتوى، على اعتبار أنّه لا يحمل عنفًا صريحًا.
وتجدر الإشارة إلى أن تجنيد الكوميديين والمؤثرين الساخرين من قبل الأنظمة والحكومات، هو من الأساليب الشائعة خلال الحروب لترويج دعاية ذات أهداف متعددة، أهمها إعادة تشكيل الرأي العام أو تبرير العنف أو تجريد الضحايا من صفة الإنسانية، وتقليل حدة التفاعل مع معاناتهم.
فنجان قهوة مع رشا فايق
لا أؤمن بفكرة "السبق الصحفي"
ضيفة نشرتنا (رادار نيوزليتر) هي الزميلة رشا فائق، صحافية ومحررة سورية/ مصرية. تشغل حاليًا منصب مديرة تحرير في مجلة WENR الصادرة عن مؤسسة خدمات التعليم الدولي WES، إلى جانب كونها مدربة استشارية مع الشبكة العربية لمدققي المعلومات AFCN.
عملت سابقًا كمديرة تحرير لمجلة الفنار للإعلام، المتخصصة بتغطية قضايا التعليم العالي والبحوث والثقافة في المنطقة العربية. في الفترة ما بين 2014 و2018، تعاونت مع عدد من المؤسسات الإعلامية الدولية ونشرت تقارير صحفية في USA Today وBloomberg BAN.
حاصلة على ثلاث درجات بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق، وفي الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفي الصحافة من كلية الإعلام في جامعة دمشق.
أسهمت رشا في كتابة دليل تدريبي حول صحافة التعليم في عام 2014، ووضعت دليلًا إرشاديًا للصحافيين باللغة العربية حول تغطية قضايا المرأة والأمن والسلام، نشرته شبكة الصحفيات السوريات عام 2018. كما أسهمت في كتابة فصل من 7000 كلمة بعنوان "سوريا: تراجع وتدهور التعليم" ضمن كتاب التعليم في العالم العربي، الصادر عن دار بلومزبري عام 2017. العام الماضي، أسهمت أيضًا في وضع المبادئ الأساسية لعمل الشبكة العربية لمدققي المعلومات AFCN وسياسة التصحيح الخاصة بها إلى جانب دليل استرشادي لتدقيق المعلومات ما قبل النشر.
* ما أهمية تدقيق المعلومات في الفترة الراهنة بالنسبة لكِ؟
- كصحافية أولًا وكمحررة فإن تدقيق المعلومات قبل النشر جزء أساسي من عملي الصحفي اليومي، وهو أحد العوامل الرئيسية لضمان الدقة والموثوقية في الصحافة، والمساهمة في الحد من انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات. لتدقيق المعلومات دور أيضًا في إبقاء عملي الصحفي حيادي وموضوعي، لأن التحقق من المعلومات وتدقيقها بعناية، يجنبني الوقوع في فخ التحيز والتأثر بالرأي الشخصي وبالتالي تقديم تقارير أكثر توازنًا ومصداقية. ولأن عليَّ كصحافية ومحررة مسؤولية اجتماعية، فإنَّ تدقيق المعلومات يساعدني على تجنب نشر معلومات غير صحيحة أو مضللة، وبالتالي الحفاظ على سمعتي المهنية لدى القراء والجمهور عمومًا.
* لماذا وجهتِ تخصصك إلى الاهتمام بشكل شخصي بهذا النوع؟
- تدقيق المعلومات كما ذكرت هو جزء أساسي من عملي الصحفي، كما أنه بات قسمًا أساسيًا في معظم غرف الأخبار الدولية ويتطلب مهارات ومعرفة باستخدام أدوات متنوعة وبالتالي أصبح ضرورة الاهتمام به لكل صحافي مهتم بتطوير أدواته بصورة مستمرة. من جهة أخرى، في عام 2021، وبعد انطلاق الشبكة العربية لمدققي المعلومات، تلقيت عرضا للتعاون وقد أسعدني قبوله لكونه يفتح لي بابا جديدا وهو تدقيق المعلومات ما بعد النشر وهو لا يقل أهمية عن تدقيق المعلومات قبل النشر. فاليوم، يتمتع الجمهور بقدرة على تحليل وتقييم المعلومات المنشورة، وهناك أقنية عديدة للتواصل معه ومن خلال تدقيق المعلومات بعد النشر، يمكن الرد على تعليقات الجمهور وتوضيح المعلومات وتوفير تواصل مستمر ومفتوح مع القراء.
* إلى أي مدى وصل انتشار ثقافة تدقيق المعلومات في مصر والوطن العربي، خاصة في ظل عدم وجود مواد للتربية الإعلامية؟
- أعتقد أن غالبية الزميلات والزملاء من الصحافيين في الوطن العربي على اطلاع ولو بسيط بتدقيق المعلومات اليوم، خاصة وأنه تحول خلال العاميين الماضيين كنوع من "حديث الساعة" ضمن الوسط الصحفي وتوفر العديد من التدريبات وورشات العمل بخصوصه. مع ذلك، أعتقد أن ممارسته كعنصر أساسي لا غنى عنه قبل النشر مازالت أقل من المطلوب. ربما يعود السبب في ذلك للرغبة في النشر السريع وضمان ما يسمى بـ "السبق الصحفي". شخصيًا، لا أؤمن بفكرة "السبق الصحفي" في ظل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي وسهولة وسرعة النشر عليها. أنا أميل أكثر لمفهوم المهنية والاحترافية في العمل الصحفي. اليوم، بإمكان أي شخص يمتلك موبايل بكاميرا وصفحة على موقع للتواصل الاجتماعي أن يلتقط صورة وينشرها، لكن ليس بمقدور كل شخص أن يدقق ما جاء في الصورة ويقدم معلومة صحيحة وموثوقة للجمهور. من هنا أعتقد أننا ما زلنا بحاجة للمزيد من العمل لتطوير أدواتنا في تدقيق المعلومات والالتزام أكثر بمعايير النشر المهني.
* ما النصائح التي يمكن أن توجهيها للصحفيين في عملهم اليومي؟
- لا يوجد لديَّ نصائح، لكنني أذكر نفسي أولًا وزملائي بأن مهنة الصحافة هي مهنة خدمية، يمكن وضعها في إطار قطاع الخدمات، والخدمة الأساسية المطلوبة منا هي تقديم معلومات دقيقة للجمهور وتفنيد المعلومات المضللة، والتحقق من الأخبار الكاذبة أيًا كانت طبيعة الموضوع الذي نعمل عليه. ولضمان تقديمنا لخدمة احترافية فنحن بالتأكيد نحتاج للتدريب وتطوير المهارات بصورة مستمرة.
* ما أهم التجارب الصحفية والشخصية التي نالت إعجابك في تدقيق المعلومات.. ولماذا؟
- أنا معجبة بالعديد من الزميلات والزملاء الصحافيين الذين يولون عناية كبيرة لتدقيق المعلومات في عملهم الصحفي، كما أنني معجبة بحجم المبادرات القائمة حاليا لتدقيق المعلومات في غالبية الدول العربية، والتي يعمل معظمها بجهود فردية، ودون وجود دعم مالي جيد. مؤخرًا، سعدت جدًا بالتعاون الواضح بين هذه المبادرات وتحديدًا وقت الزلزال المدمر في تركيا. أعتقد أن هذا شيء مبشر بوجود نواة حقيقية لخلق بيئة عمل مهنية.
* إذا كنتِ تفضلين إخبار الصحفيين على أداة أو طريقة سهلة وبسيطة لتدقيق المعلومات، فما هي؟
- أولًا، الحفاظ على حاسة الشك وتأجيل اليقين لحين التحقق من أي معلومة قبل النشر. هذا مبدأ عام وأساسي للعمل سواء كنا صحافيين أو مدققي معلومات. فيما يخص الأدوات، أرشح أداة INVID، والتي تم إطلاق النسخة العربية منها مؤخرًا بالتعاون بين فريق الشبكة العربية لمدققي المعلومات، وفريق الوكالة الفرنسية AFP. توفر الأداة خاصية البحث العكسي في أكثر من محرك بحث؛ للوصول إلى حقيقة الصور أو مقاطع الفيديو، المنتشرة على مواقع التواصل، كما يمكن استخدام خاصية تقطيع مقاطع الفيديو لصور متعددة؛ للتحقق من المقطع الأصلي، وميزة البحث في تفاصيل الصور بتكبيرها، وغيرها من الميّزات والتي هي أيضًا في أغلبها مجانية، ولا تحتاج حتى إلى وجود حساب للمستخدم.
* بشكل أكاديمي هل المواد التعليمية والمناهج العربية تتواكب مع احتياجات الصحافيين والمدققين؟
- لست على اطلاع كافٍ بكل المواد التعليمية والمناهج الأكاديمية العربية، لكنني أؤمن بأن التعلم عملية مستمرة. بالتأكيد هناك الكثير من العلوم والمعارف التي نجنيها خلال دراستنا الجامعية، لكن رحلة التعلم لا يجب أن تتوقف عقب التخرج، بل هي مستمرة معنا ما دمنا نعمل في الميدان، خاصة مع التطور المذهل للعلوم والتكنولوجيا، الذي نشهده والذي يؤثر على حياتنا اليومية والمهنية، ويجعلنا بحاجة مستمرة للتدريب لاكتساب مهارات جديدة ملائمة.
* بماذا تحلمين؟
- مهنيًا، أتمنى وجود تقدير حقيقي للعمل الصحفي سواء من قبل الجمهور أو إدارات المؤسسات الإعلامية. خلال عملي مع مؤسسات إعلامية دولية، لاحظت حجم الاحترام والتقدير الذي يلقاه الصحافيون أينما حلوا سواء من قبل الجمهور العام أو المتخصص. كما أنهم يحظون بأجور جيدة تحفظ كرامتهم وتحرص على ضمان حيادهم. في المقابل، ما زلنا هنا في المنطقة نعاني من نظرة متدنية للعمل الصحفي اجتماعيًا وماديًا. شهدنا مؤخرًا العديد من الحوادث المؤسفة التي تسخر من الصحافيين أو تنتقص منهم، فضلًا عن تردي الأجور وغياب الحماية القانونية. نحن بحاجة للمزيد من الدعم بما يعزز من قدراتنا على ممارسة الصحافة بمهنية وتحسين جودة المحتوى الصحفي المقدم.
"PHOTOME" و"EXIF 35" أداتان للتعرف والتحقق من الصور
PHOTOME
أداة قوية لإظهار وتحرير بيانات التعريف لملفات الصور بفضل التصميم الجيد والمعالجة البديهية، من الممكن تحليل بيانات Exif وIPTC-NAA وتعديلها، وكذلك تحليل ملفات تعريف ICC - وهي مجانية تمامًا
EXIF 35
أداة مساعدة للاستخدام من قبل مصوري الأفلام لتتبع الحقائق الهامة حول الصور التي تم التقاطها على قائمة الأفلام، تمامًا كما تفعل الكاميرات الرقمية تلقائيًا.
قم بتحميل الصور الممسوحة ضوئيًا واطلب من التطبيق كتابة معلومات ExIf عليها مباشرة.
كيف يمكن كشف التلاعب بالنصوص المُعدلة على منصات التواصل الاجتماعي؟
يقع الكثير من الصحافيين في فخ النصوص المعدلة على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تزداد المخاوف من استغلال تحرير النصوص على تطبيقات التواصل في الخداع والتضليل في ظلّ ندرة الأدوات التي تساعد في كشف النصوص المعدلة أو طبيعة التعديلات التي جرت على المنشورات الأصلية سواء كان ذلك في تدوينات "فيسبوك" والتغريدات في موقع "إكس" وفي تدوينات "إنستجرام".
ويكافح مدققو المعلومات في الكشف عن النصوص المُعدلة لا سيما التي يتم استخدامها في أغراض صحفية للتدليل على تصريح ما أو إشارة لحدث ما، ففي السابق كان تحديث أي مشاركة منشورة يستلزم حذفها وإعادة كتابتها مرة أخرى بعد إجراء التعديلات المطلوبة، وبالتالي فقدان أي تعليقات أو تسجيلات للإعجاب.
ومنذ أن أدخلت تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي خاصية "تعديل النصوص" لمساعدة المستخدمين على تصحيح الأخطاء الإملائية أو النحوية، فإنّ البعض لن ينتبه لما جرى من تعديلات أدخلت على النص الأصلي، فيعتمد على نقل التحديث الأخير دون النظر أو مراجعة النص الأصلي وما طرأ عليه من تعديل.
لقراءة الموضوع كاملاً والتعرف على الأدوات، يمكنكم قراءته عبر الموقع الدولي للصحفيين من (هنا)
حفل الدورة الأولى لجائزة "رادار نيوزليتر"
رحبوا معنا بالفائزين في أول دورة لجائزة "رادار نيوزليتر - Radar Newsletter" لأفضل تقارير للتحقق من المعلومات في مصر 2023، حيث سلم الجوائز لجنة من أبرز المحكمين في مجال التحقق من المعلومات، ووكيل نقابة الصحفيين، التفاصيل من (هنا)