نفتقدكم قراءنا الأعزاء
وكما وعدناكم، نطل عليكم فى العدد السادس الإستثنائي من نشرتنا رادار نيوزليتر (Radar newsletter) من فعاليات ختام قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ، بقصص وحوارات حصرية ولقطات - "خالية من الشوائب" - حيث المبادرة التى أطلقناها قبل انطلاق القمة لتوعية الصحفيين والمدونيين بالمصطلحات المناخية والبيئة وطرق التحقق من المحتوى فى ذات السياق.
وعلى طريقة الكاتبة والصحافية الأمريكية إيمي ويسترفيلت فإن المعلومات المضللة تمثل "العقبة التي ساهمت على مدار عقود في منع تنفيذ سياسات خضراء تحد من أزمة التغير المناخي"، وأنه ربما ليس بالإمكان معالجة أزمة التغير المناخي دون مواجهة التضليل المناخي.
ولقراءنا الجدد، رادار نيوزليتر (Radar newsletter) هي نشرة بريدية مجانية لتدقيق المعلومات والمحتوى العربي ومساعدة الصحفيين والمدونين في الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من البيانات والوسائط، وكذلك لإطلاعهم على أهم المقالات والتحديثات والأبحاث والشخصيات البارزة والفاعلة في هذا المجال بشكل شهري.
ما الجديد لدينا في الإصدار السادس من النشرة؟
الأكاذيب والحقائق فى أخبار قمة المناخ.. (نموذجان)
هل حقاً يمكن معالجة أزمة المناخ دون مواجهة المعلومات المضللة؟
كشف التلاعب في المخططات البيانية على طريقة عمرو العراقي
فنجان قهوة مع نميس أحمد
بالأرقام.. تعلُم التربية الإعلامية يزيد من القدرة على التحقق
لهذه الأساب تحظى الأخبار الكاذبة انتباه الكثيرين!
5 وزراء من مصر وليبيا واليمن والإمارات يتحدثون لـ "رادار نيوزليتر"
هل يمكن معالجة أزمة المناخ دون مواجهة المعلومات المضللة؟
اكتسب الحديث عن المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة حول المناخ، زخمًا متزايدًا، مؤخرًا، خاصة بعد أن كشفت وثائق مسربة دورًا لـ"فيسبوك" في إنكار أزمة التغير المناخي، كما كشفت دراسة حديثة اعتمدت على تحليل آلاف المنشورات، أن حجم المعلومات المضللة حول المناخ يتزايد بدرجة كبيرة.
رغم هذا الزخم الذي رافق أيضًا انعقاد قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ، إلا أن اتخاذ خطوات إجرائية تجاه خطر التضليل والأخبار الزائفة لا يزال ضعيفًا. ورغم الخطاب المفتوح الذي نشره عدد من النشطاء والمنظمات المعنية بالبيئة، الذي يدعو إلى تضمين قضية المعلومات المضللة حول المناخ، بما ذلك تعريف التضليل حول المناخ، ومواجهته؛ غير أنّ ذلك لم يحدث.
وفي حين ينصب معظم التركيز فيما يخص التغير المناخي على صناعة النفط، يتم “تجاهل” أن التضليل أيضًا صناعة، تتم عن طريق شركات الضغط والعلاقات العامة التي يتم استخدامها، حتى من قبل كبرى شركات النفط، للالتفاف على الحقائق في الكثير من الأحيان عبر ما تسميه إيمي ويسترفيلت، الصحفية المتخصصة في شؤون المناخ، بـ"بناء وصقل آلة المعلومات المضللة".
لذلك وبحسب “مسبار” فإن منظمات وحملات بيئية، تركز الآن جهودها في الضغط على شركات العلاقات العامة، بسبب دورها في أزمة التغير المناخي عبر محتوى مضلل تستخدمه شركات النفط للدفاع عن نفسها.
ومن أجل ذلك كله، يرى طيف من المعنيين بقضايا البيئة والمناخ، من بينهم إيمي ويسترفيلت، أن المعلومات المضللة تمثل "العقبة التي ساهمت على مدار عقود في منع تنفيذ سياسات خضراء تحد من أزمة التغير المناخي"، وأنه ربما ليس بالإمكان معالجة أزمة التغير المناخي دون مواجهة التضليل المناخي.
كذبتان فى قمة المناخ!
بالرغم من كونه واحد من أكبر وأهم المؤتمرات فى العالم، ومحط أنظار الجميع ووسائل الإعلام العالمية والمحلية، إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار الأكاذيب والأخبار المضللة حتى فى أبرز اللقطات الهامة التى لفتت الإنتباه فى قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ.
"المرأة التي ظهرت مع السيسي في جولة بالدراجات ليست المفوضة السامية لحقوق الإنسان"، حيث روجت الكثير من الصفحات والحسابات على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقطع فيديو أن الرئيس الفتاح السيسي، فى سباق دراجات شاركت فيه رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان، خلال قمة المناخ الأخيرة في شرم الشيخ.
إلا أن عملية التحقق من قبل "مسبار" بينت أنه مضلل، إذ إن الصور ومقطع الفيديو ليسا لجولة دراجات شارك فيها الرئيس السيسي إلى جانب المفوضة السامية لحقوق الإنسان، بل تعود إلى جولة شارك فيها السيسي في العاشر من نوفمبر الجاري، مع دوروثي هيلدبراندت، وهي سيدة سبعينية قررت قيادة دراجتها من السويد إلى مصر وعبور حدود 17 دولة حول العالم.
"طرح 100 جنيه معدنية بمناسبة قمة المناخ"
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تفيد بأن مصلحة الخزانة العامة وسك العملة بالمالية تطرح عملة جديدة فئة 100 جنيه، وعلى أحد وجهيها شعار قمة المناخ COP 27، مصحوبة بتعليق "العملة الجديدة لفئة 100 جنيه.
فيما أن عملية التحقق من قبل فريق "متصدقش" كشفت عد صحة الأمر، وأنها مجرد عملة تذكارية بمناسبة استضافة مصر لقمة المناخ COP 27 وليست للتداول، كما أن العملة صدر لها قرار من مجلس الوزراء بالصك وبيعها بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ، ويظهر في ظهر العملة شكل المئة جنيه ومن الأمام لوجو قمة المناخ، واسم المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية.
وأتضح أيضاً أن سعر العملة التذكارية 750 جنيهًا، ويتم بيعها داخل جناح وزارة المالية بالمنطقة الخضراء لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "27 COP" في شرم الشيخ.
فنجان قهوة مع نميس أحمد
نميس، هي معيدة بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حاصلة على ماجستير في الإعلام بتقدير ممتاز، وباحثة متخصصة في مجال التربية الإعلامية ومكافحة الخلل المعلوماتي خاصة في العالم الرقمي.
81 % من الطلاب الدراسين للتربية الإعلامية تحققوا من المعلومات على مواقع التواصل الإجتماعي
54% فقط من الطلاب ممن لم يدرسوا التربية الإعلامية تتحقوا من المعلومات قبل نشرها
50% من الطلاب الذين درسوا التربية الإعلامية حرصوا على تصحيح معلومات مغلوطة منشورة
٧٨% من الطلاب الذين لم يدرسوا التربية الإعلامية حذفوا معلومات بعد نشرها ما يجعل احتمالية لتصديقها
في البداية، ما أهمية تدقيق المحتوى بالنسبة لكي؟
تدقيق المحتوى بالنسبة لي يتمثل في إعمال العقل للتفكير بشكل ناقد و واعي للوصول إلى الحقائق ومعرفة األبعاد المختلفة للمعلومات عن طريق تحليلها وتقييمها بدال من تقبلها كما هي بدون التفكير فيها أو معرفة الهدف من نشرها. تدقيق المحتوى يعد بمثابة درع واقي يساعد على حماية الأفراد والمجتمعات من انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة التي قد تهدد سلامة الأفراد وأمن المجتمعات خاصة في أوقات الأزمات.
ولماذا وجهت تخصصك لاحقاً ودراستك إلى الإهتمام بشكل شخصي بهذا النوع؟
قد يتهيأ للبعض أن التحقق من المعلومات ومكافحة الخلل المعلوماتي أمر سهل و لكن مع التعمق في دراسة هذا الأمر تدرك أنه ليس سهل على الإطلاق خاصة في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يجعل أحيانا من الصعب على متخصصي التحقق معرفة ما إذا كان هذا المحتوى صحيح أم لا، فما بالك بمن ليس لديهم القدرة على التحقق من المعلومات. لذلك فإنني كلما تعمقت في هذا الأمر كلما أدركت أن الوضع يزداد سوءا وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية اثناء ذروة انتشار وباء كوفيد-١٩ بالـ Infodemic (أي الوباء) المعلوماتي والذي يمثل اختلاط الحقائق بالشائعات مما قد يهدد حياة الأفراد وسلامة المجتمعات أكثر من الوباء نفسه.
حيث يزداد انتشار الشائعات و المعلومات المضللة في أوقات الأزمات حيث يحتاج الأفراد إلى المعلومات أكثر من أي وقت مما يساعد على انتشار الشائعات. أيضا كلما تعمقت في دراسة هذا الموضوع كلما أدركت الأشكال المختلفة للخلل المعلوماتي باختلاف أهدافها وطرق التحقق منها لذلك فإن موضوع التحقق من المعلومات بالنسبة لي موضوع شائك ومتجدد يتطلب فهم أكثر للتكنولوجيا وتغيير في عقلية الأفراد.
حدثينا عن رسالة الماجستير الخاصة بكي وطريقك لإختيار فكرتها حول أثر التربية الإعلامية على مهارات التحقق من المعلومات لدي طالب الجامعات؟
رسالة الماجستير الخاصة بي عنوانها "أثر تعلم التربية اإلعالمية على مهارات التحقق من المعلومات لدى طالب الجامعات" حيث يرجع اختيار هذا الموضوع إلى أهمية التربية الإعلامية في إدارة الوضع الفوضوي للتضليل عبر الإنترنت بسبب قدرة التربية الإعلامية على تزويد مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي بالمهارات المطلوبة التي تمكنهم من التمييز بين المعلومات الخاطئة والموثوقة، أيضا للتعرف على أنماط سلوك الطالب في التعامل مع المعلومات عبر الإنترنت وفهم الأساليب والتقنيات التي يستخدمونها للتحقق من تلك المعلومات. يرجع اهتمامي لدراسة هذا الموضوع منذ دراستي لمادة التربية الإعلامية في السنة الثانية في كلية الإعلام حيث أثارت هذه المادة اهتمامي وجعلتني أنظر إلى المعلومات بشكل مختلف أكثر وعيا مما يؤكد أهمية دور التربية الإعلامية في خلق مستخدمين واعيين قادرين على تحليل و تقييم المعلومات.
أحكي لنا التحديات التي واجهتك في رسالتك للماجستير؟
كانت من أكبر التحديات هي اختيار المنهج المناسب لقياس تأثير تعلم التربية اإلعالمية على مهارات الطالب للتحقق من المعلومات وذلك لمحاولة التحكم في المتغيرات التي قد تؤثر على نتيجة الدراسة ولذلك تم اختيار المنهج الشبه تجريبي باختيار "تصميم المجموعة الضابطة ذو الإختبار البعدي فقط" Design Group Control Only Posttest Matching The)) لتقييم ومقارنة فعالية تعلم التربية الإعلامية على مهارات التحقق من المعلومات بين من درسوا التربية اإلعالمية و من لم يدرسوا التربية الإعلامية.
لأن التوصيات ما تكون دائماً هى األهم فى أى ورقة أو دراسة بحثية؟ نود أن تطلعي الجمهور على التوصيات التى نتجت بنهاية دراستك؟
توصي الدراسة بدمج مقرر التربية الإعالمية في المدارس والجامعات وذلك لخلق أجيال واعية قادرة على مواجهة الخلل المعلوماتي، تبني المجتمع المدني لـ "برامج طويلة الأجل" والتي تضمن إكمال العمل بمعايير محو الأمية الإعلامية ، حتى بعد الإنتهاء من دراستها في المدارس والجامعات، وبرامج غير تعليمية "برامج التوعية" لأولائك الذين ليسوا في المدارس والجامعات مثل أولياء الأمور وكبارالسن الذين أصبحوا يمثلوا فئة ملحوظة من مستخدمي مواقع التواصل االجتماعي، الحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تقدم التفسيرات القائمة على الحقائق لكامل نطاق المشكلة، الحاجة إلى برامج وحملات إعلانية لنشر الوعي حولها مخاطر تداول المعلومات الخاطئة.
نود أن تبرزي للجمهور أهم الأرقام داخل رسالة الماجستير الخاصة بكي وخاصة أنها تجريبية على الطلاب؟
أوضحت الدراسة التى شملت عينتها ٢١٥ من طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن ٨١%من الطلبة الذين درسوا التربية الإعلامية كانوا يتحققوا من المعلومات الذي يحصلون عليها من مواقع التواصل الإجتماعي في حين ٥٤% فقط من الطلبة الذين لم يدرسوا التربية الإعلامية كانوا يتحققوا من المعلومات مما يؤكد أن تعلم التربية الإعلامية يزيد من قدرة الأفراد على التحقق من المعلومات.
أيضا أوضحت الدراسة أن تعلم التربية الإعلامية يزيد من شعور الفرد بالمسؤولية المجتمعية حيث أظهرت النتائج أن أكثر من ٥٠%من الطلبة الذين درسوا التربية الإعلامية كانوا حرصين على تصحيح المعلومات المغلوطة إذا قاموا بنشرها مما يقلل من انتشارها ويحمي الأخرين من تصديق هذه المعلومات، في حين كان ٧٨%من الطلبة الذين لم يدرسوا التربية الإعلامية يقومون فقط بمسح هذه المعلومات مما يجعل هناك احتمال تصديقها من قبل الأخرين.
نهاية، بماذا تحلمين؟ وما هى نصائحك للصحفيين؟
احلم ان يقوم أي شخص بسؤال نفسه أربع أسئلة قبل تصديق أي معلومة يتعرض لها وهم :
١-هل هذه المعلومة الأصلية الكاملة أم تم اقتطاع جزء منها بهدف التضليل
٢ -من مصدر هذه المعلومة، هل هو مصدر موثوق منه أم لا؟
٣ -تاريخ نشر هذه المعلومة، هل حديثة أم قديمة تم إعادة نشرها لتزييف الحقائق ؟
٤ -مكان نشر هذه المعلومة، خاصة بالنسبة للصور والفيديوهات حيث أن بعض الأخبار تقوم باستخدام صور و فيديوهات من أماكن غير حقيقية.
و اخيرا نصيحتي للصحفيين أن يكونوا قدوة في مجال التحقق من المعلومات وأن يقوموا بنشر المحتوى الذي تم التحقق منه بشكل كامل حتى يكونوا المصدر الموثوق الذي يرجع إليه الأفراد لمعرفة المعلومة الصحيحة.
إلى جانب التحقق:
5 وزراء يتحدثون لـ "رادار نيوزليتر" من قمة المناخ
وزير البيئة اليمني توفيق الشرجبي:
التغير المناخي وتلوث الهواء والمأوى وجودة الطعام ومياه الشرب ساهم في انتشار بعض الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فضلاً عن أن كل تلك الإشكاليات رافقها انعدام الأمن المائي والغذائي، بالإضافة إلى تأثر قطاعات الطاقة والصناعة والاقتصاد القومي.
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج:
أكدت على ضرورة أن يكون للمؤتمر أبعاد عملية بعد انتهاء فعاليته يتم متابعتها حتى تتبوء مصر مكانتها التي تستحقها في وسط الدول طرح موضوعات البيئة، لافتة إلى أن القمة لم تقتصر على البيئة ولكن تشمل الصحة والأمن الغذائي والاستدامة البيئية وحماية صغار المزارعين والأسر الأولى بالرعاية والعلاقت الدولية وبعضها البعض وتأثير الاقتصاد العالمي والقومي على المجتمعات المحلية.
وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري:
قالت إن التغير المناخي هو أكبر تهديد يواجه البشرية وكوكب الأرض، موضحة أن بلادها تضع مواجهة هذا التحدي ضمن أولوياتها الاستراتيجي، لافتة إلى أن دولة الإمارات تواجدت فى قمة المناخ من خلال أكبر منصة للدول في المؤتمر، فيها أكثر من 90 جهة حكومية وخاصة، لافتة إلى حرصهم من خلالهم عن نقل وتبادل الخبرات والمعارف والحلول المبتكرة والتجارب الناجحة.
وزير الزراعة المصري السد القصير:
قال إن هناك العديد من التحديات التي يواجهها العالم حاليا منها التغييرات المناخية والأزمة الروسية الأوكرانية وكذا فيروس كورونا، داعيا الدول المتقدمة إلى مساعدة الدول النامية في مجابهة التغيرات المناخية خاصة وأن 80% من الانبعاثات الكربونية تتسبب فيها 20 دولة فقط.
وزير البيئة الليبي إبراهيم العربي منير:
الحرب في بلادنا دمّرت البيئة الليبية والبنية التحتية المتهالكة، وعطّلت من التزامات الدولة أمام العالم خاصة، وأننا ضمن الموقعين على اتفاقية باريس للمناخ، وعلى إثرها تحاول المؤسسات العمل على التنمية المستدامة في ذات السياق، إلّا أن الانقسام السياسي يساهم في بعثرة الجهود والأفكار.
لهذه الأساب تحظى الأخبار الكاذبة انتباه الكثيرين!
تحظى الأخبار الكاذبة عمومًا بانتباه الكثيرين، نظرًا لما تحمله غالبًا من إثارةٍ وتشويق، وعناوين مزخرفةٍ تجذب انتباه المستخدمين، ففي عام 2020، وبحسب موقع براندووتش، حظي تقرير يحتوي على معلومات مضللة بشأن المناخ على أكثر من أربعة ملايين تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
كشف التلاعب في المخططات البيانية على طريقة عمرو العراقي
لا شك أنك تعرف أن المخططات البيانية يمكن أن تكذب، والاحصائيات أيضًا في كثير من الأحيان تكون كاذبة، فصناعة التضليل هدف الكثيرين في مجالات عديدة، كأسواق المال وقطاع الأعمال وفي السياسة بالتأكيد، وبحسب المدرب والأكاديمي عمرو العراقي المتخصص فى البيانات ومؤسس مدرسة البيانات فترتكب هذه الأكاذيب إما عن عمد من ناشريها أو في أسواء الحالات من دون عمد، عند إساءة استخدام تطبيقات التمثيل البصري للبيانات.
لا نحتاج لبرهنة وجود الأكاذيب ولا البحث في أسباب حدوثها، ما نحتاج إليه حقًا هو التعرف على كيفية التحقق من المخططات البيانية للتأكد من أنها تخلوا من أي خدعة تجعلها مضللة، فأيا ما كان موضعنا كمحللين بيانات أو صحفيين أو باحثين أو متخذي قرار نحتاج دومًا للاطلاع على الرسوم البيانية، فهي تعطينا صورة قد تحمل خلفها الألاف الأرقام الخام ومئات الصفوف والأعمدة من المدخلات التي قد لا نملك الوقت للاطلاع عليها تفصيلًا، كما إنها لن تعطينا الرؤية التحليلية التي يمكننا المخطط البياني من معرفتها بمجرد الاطلاع عليه لثواني معدودة، لذلك من المهم أن نتمكن من معرفة ما إذا كان الرسم البياني يوضح الحقيقة أم لا.
نذكر جميعًا صور استمارات الانتخابات التي تستخدم فيها الألوان كعنصر موجه للتصويت لصالح مرشح بعينه، فإذا وضع أغلب الناس بين الاختيار ما بين اللون الأخضر واللون الأحمر سوف يختارون على الأغلب اللون الأخضر لكونه لون مطمئن ويرمز للنمو والازدهار، هذه واحدة من أقدم الحيل المضللة الشائعة التي عليك التوقف عندها إذا وجدت في المخطط البياني الذي أنت بصدد تصفحه، هل الألوان تعكس معناها حقًا أما إنها وظفت لخلاف ذلك.
الاحجام أيضًا من العناصر التي يمكن التلاعب بها، بالطبع لن نحمل مسطرة وبرجل بحقيبتنا لنقيس دقة كل مخطط بياني نطالعه، لكن هناك بعض المخالفات التي يمكن رصدها بالعين المجردة، كأن تبدو القيمة الأقل بحجم أكبر سواء من خلال طول العمود البياني أو حجم الشريحة في مخطط الدائرة أو حتى من خلال نمط وحجم الخط المستخدمين في إبرازها دون غيرها فجميعها محاولات للفت الانتباه لهذا الرقم وجعله يبدوا أكثر أهمية من القيم الأكبر منه في المخطط البياني
وكذلك "العنوان الموجه" و"غياب المصدر" و"المقارنة عند نقاط متناظرة غير متساوية" و"غياب الصفر عند خط الأساس".