سمكس على خطأ.. هل حقًا كل الأخبار مفبركة
ماذا قال خبراء الإعلام عن مخاوف الشك واليقين فى كل شيء؟
نفتقدكم قراءنا الأعزاء.. وأهلًا بكم في 2023 عام قلب الطاولة على الأخبار المضللة
رادار نيوزليتر (Radar newsletter) هي أول نشرة بريدية للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي في مصر والمنطقة العربية، تهدف لـ"محو الأمية الإعلامية" للصحفيين والمدونين، طلاب الجامعات ورواد السوشيال ميديا، عبر الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من المحتوى والوسائط بسهولة ودقة وبشكل مجاني، إلى جانب المساعدة في إطلاعهم على أهم المقالات والتحديثات والأبحاث والشخصيات البارزة والفاعلة في هذا المجال بشكل شهري.
إصدار استثنائي
يدير فريق "رادار نيوزليتر" نقاشاً هاماً في إصداره التاسع، حول واحدة من أخطر نظريات الإعلام التى تقول إن "أي خبر هو مفبرك حتى يثبت العكس"، حيث امتد النقاش الذي يهدف لإثراء المجال الإعلامي الذي يعمل فيه الكثير من الصحافيين ومدققي المعلومات والمُحققين وأصحاب المبادرات الإعلامية، ليصل لخبراء ومشاركات بين 3 دول شملوا مصر ولبنان وبريطانيا.
"سمكس" على خطأ!
هل حقاً "أي خبر هو خبر مفبرك حتى يثبت العكس"؟
رصد فريق "رادار نيوزليتر" منشوراً على حساب "SMEX" بمنصة انستجرام وهي منظمة لبنانية تعمل على دعم المجتمعات المعلوماتية ذاتية التنظيم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تذكر فيها أن "أي خبر هو خبر مفبرك حتى يثبت العكس" وأضافت أنه "ينبغي اعتبار كل خبر يصلنا خبراً مشكوك في صحته إلى أن يثبت العكس".
وفقاً لفادي رمزي أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأميركية في القاهرة وأحمد الشيخ عضو مجلس الإعلام الجديد في نقابة الصحفيين البريطانية، فإن هذا الكلام غير صحيح ويفقد ثقة المواطنين فى كل شىء ما يجعل الحياة بالنسبة لهم مُعرضة للخطر لأنهم لن يثقوا فى أى أخبار أو معلومات من الممكن أن تنقذهم وتحدد مصائرهم وحياتهم اليومية.
من الممكن أن نعتبر "أي خبر هو خبر حقيقي حتى يثبت العكس"
يشير د فادي خلال حديثه لـ"رادار نيوزليتر" إلى أن خطورة التعميم فى هذا الأمر خطيرة للغاية وخاصة على المواطنين، لافتاً إلى أنه من المعروف أن هناك تصنيفات للمنصات الاعلامية المعروفة بأنها المواقع الرسمية للمؤسسات الاعلامية الشهيرة والمعروفة بمصداقيتها للجمهور ومن المفترض أنها تتحرى الدقة فيما تنشره.
وطالب رمزي بأن يكون هناك منطق فيما نتلقاه من معلومات إذا كانت من مؤسسة ذات صفة ومعروفة كالصحف الدولية والمحلية الموثوقة، ويختلف ذلك عندما يكون ناشر الخبر أو المحتوى كاتب أو حساب على السوشيال ميديا، موضحاً أنه يتم التحقق من السوشيال ميديا بثلاث خطوات أولها "من الذي نشر هل موقع أخبار موثوق أم موقع غير موثوق؟"، ثم تأتى الخطوة الثانية بأخذ مضمون المحتوى والبحث عنه فى محرك البحث جوجل إذا كان قد تكرر فى مواقع ومنصات أخرى أم موجود هنا بشكل منفرد، فيما تأتي الخطوة الثالثة بتصنيف جهات النشر بالموثوقة وغير الموثوقة بنشرها لمواد غير دقيقة (لم يتم تحرى الدقة بها) أو مفبركة (تم التلاعب بالصور والفيديو الخاص بها) بهدف التضليل.
أما عضو مجلس الإعلام الجديد في نقابة الصحفيين البريطانية أحمد الشيخ، فأوضح أن وجهة النظر تلك ليست جديدة وتستند على نظرية فى الإعلام بأن هناك ناس يقبلون أى شىء من التكنولوجيا أو يرفضون كل شىء من التكنولوجيا سواء مصدرها جوجل أو فيسبوك أو واتس آب أو غيرها من المنصات، موضحاً أن الحالتين يمكن وصفهما بـ"التطرف".
ولفت الشيخ خلال حديثه لـ"رادار نيوزليتر" أنه اذا كانت والدتك قد أرسلت لك رسالة صوتية تطمأن عليك فيها أو تطلب منك المساعدة فهذا أمراً لا يستحق التدقيق أبداً، لكن عندا تأتى رسالة أخرى ولكنها ليست بصوت والدتك تطلب منك إرسال مبلغ مالي لحساب ما، فهنا وجب التشكك فى المحتوى والمرسل ولابد من تدقيق الأمر.
وأنهى الشيخ حديثه قائلا "دقق وتحقق عندما يستحق الأمر التدقيق والتحقق، لأننا اذا شككنا فى كل شىء حولنا سنضيع وقتنا ونبالغ فى غير محل، ولا بد من التوازن وإعمال العقل".
فمثلا إذا وصلك أخبار عن مدينة كاملة أزيلت من على وجه الأرض بسبب الزلزال، فهذا بالتأكيد يحتاج لتدقيق، أما إذا وصلنا أنباء بوجود مئات من الوفيات بسبب الزلزال فى سوريا وتركيا فهذا متوقع لأننا نتابع من اللحظة الأولى ونعرف أن الضرر كبير، يقول أحمد الشيخ.
تواصل فريق "رادار نيوزليتر" مع مسؤولى " SMEX" عبر البريد الالكتروني وتطبيق "واتس آب" الخاص بهم وأوضحنا لهم ما توصلنا له بأن هذا المحتوى مُخيف وخطير ويهدد حياة الناس ويتنافى مع أبسط قواعد ونظريات الإعلام، إلا أنهم ردوا علينا موضحين أنهم "يتفهمون وجهة نظرنا التي تفيد بأن ثمة مصادر موثوقة وعلمية يمكن الركون إليها، ونحن معها. ولكن هذا المنشور جاء في وقت تعاني فيه منطقتنا من كارثة كبرى، وأنت تعلم كم الأخبار المرعبة والزائفة التي تنتشر في أوقات الأزمات."
أشار مسؤولي " SMEX" إلى أنه "تصبح مقولة أن كل خبر هو خبر كاذب حتى يثبت العكس ترجمة لمقولة الشك مفتاح اليقين، إنما بلغة تحاكي المجتمع في الوقت الحال"، موضحين أن "المادة التي نشرناها إنما هي بنت جهد مشترك بين فريقنا وأحد أهم العاملين في التحقق من المعلومات في المنطقة"، وأضافوا "معلوم أن الأخبار الزائفة والكاذبة أصبحت مادة لا تقتصر على نفي الخبر وتكذيبه ونشر الخبر الصحيح فحسب، بل هي أكبر من ذلك كله. أي أنك إن لم تكون وعياً مجتمعياً، ستقضي حياتك وأنت تكذب الشائعات والإشاعات في وقت لا ينتشر الخبر الصحيح كما يفعل الكاذب."
وأكدوا أنهم لكل هذا، يركزون على ردة الفعل التي يمكن أن تصدر عن الناس عند قراءة الأخبار والمعلومات، أكثر من نفي الأخبار ونشر الصحيح منها، علماً أن كلا الخطوتين يتكاملان".
عرض فريق "رادار نيوزليتر" للتحقق وجهتي النظر على مدير بإحدى غرف الأخبار في مؤسسة إعلامية دولية كبرى (طلب عدم ذكر اسمه لأنه يحتاج اذناً مسبقاً من المؤسسة)، لفت أن وجهة نظر محتوى الزملاء فى " SMEX" غير دقيقة.
وقال المسؤول: "الأهم هو أن تنتشر لدى القارىء أو المستمع أو المشاهد ثقافة التحقق أن بإقتفاء المصادر ووسائل الإعلام الموثوتة فقط، كما أن هذا يعتبر كل صحفي وكل منتج صحفي غير موثوق وهنا يصبح مستهلكو الأخبار فريسة ويجب أن يبذلوا جهود التحقق المنوط بها الصحفي ووسيلة الإعلام. هذا لا ينفي انتشار الاخبار الكاذبة وهي آفة أو سلبية من سلبيات استخدام وانتشار وسائل التواصل والمواطن الصحفي الذي يجهل قواعد الصحافة الدقيقة".
إلى ذلك، اعتبرت الدكتورة نجلاء العمري وهي مستشارة وخبيرة إعلامية عملت لأكثر من 15 عاماً في هيئة الإذاعة البريطانية وشغلت رئيسة تحرير إذاعة (BBC) العربية في لندن ثم مديرة للمكتب في القاهرة سابقاً، أن هذا الشعار بأن "أي خبر مُفبرك حتى يثبت العكس" ربما يكون مبالغاً فيه، لكنها لفتت إلى أنه فى ظل الاعلام العربي الحالي لابد من التشكك فى ما تنشره وسائل الإعلام بمختلف أشكالها.
ولفتت الدكتورة نجلاء خلال حديثها لـ"رادار نيوزليتر" أن الزملاء في " SMEX" ربما حاولوا استخدام أسلوب الصدمة بنشرهم لهذا المحتوى ليجعل البعض يتراجع عن التصديق ويوصل رسالته بهذا المنطق، مشيرة إلى أن هناك مساحة بين الشك والقطع بأن كل ما يأتي لنا مُفبرك.
وأوضحت الخبيرة الإعلامية أن ما طرحوه فى "SMEX" ربما يكون متوافق مع وجهة نظر المُحقق والمدقق للمعلومات وليست للصحافين، لافتة إلى أن هناك حقائق يومية موثوقة ولا تحتاج للتحقق كأسعار العملات والطقس وغيرها.
تذكير
ورشة مجانية لأول 100 مشارك.. كيف تطلق نشرتك البريدية الخاصة؟
يعلن فريق "رادار نيوزليتر"، أول نشرة بريدية للتحقق من المحتوى العربي، عن فتح باب التقدم لورشة تدريبية حول أساسيات إطلاق النشرات البريدية، والتي ستشمل مواصفات النشرة البريدية الجيدة، والتعريف بها وأمثلة عربية وأجنبية لها، ما هي العناصر التي من المفترض أن تتضمنها؟ وما هي المنصات المجانية المتاحة للنشرات البريدية؟ وكيف تجذب الجمهور لها وتقيس أداءها؟
- للصحفيين والكتاب والمدونين وصُناع المحتوى الباحثين عن وسيلة تواصل لمشاركة شغفهم وأفكارهم ومقالاتهم.
- للمؤسسات والجمعيات والهيئات التي تبحث عن وسيلة آمنة وسهلة توفر الوقت والجهد مع جمهورها.
الورشة ستكون عبر محاضرتين أون لاين لمدة ساعة ونصف لكل منهما، فى أخر يومين من شهر فبراير الجاري، الفرصة متاحة للمشاركين من كل الدول العربية من الجنسين، يقدمها الصحفي الاستقصائي المصري أحمد عاطف، مؤسس نشرة(Radar newsletter) والمشرف على النشرات البريدية بجريدة الدستور المصرية.