نفتقدكم قراءنا الأعزاء.. مستمرون معكم في قلب الطاولة على الأخبار المضللة
رادار نيوزليتر (Radar newsletter) هي أول نشرة بريدية للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي في مصر والمنطقة العربية…
تهدف رادار نيوزليتر لـ "محو الأمية الإعلامية" للصحفيين والمدونين، وطلاب الجامعات ورواد السوشيال ميديا، عبر الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من المحتوى والوسائط بسهولة ودقة وبشكل مجاني، إلى جانب المساعدة في اطلاعهم على أهم المقالات والتحديثات والأبحاث والشخصيات البارزة والفاعلة في هذا المجال بشكل شهري.
ما الجديد لدينا في الإصدار الثاني عشر من "رادار نيوزليتر"؟
إليكم الفائزين بجائزة "رادار نيوزليتر" لأفضل تقارير تدقيق المعلومات
أكاذيب باليورانيوم.. بوركينا فاسو لم تملك اليورانيوم لكي تمنع تصديره
لا تعبث مع القطط.. كيف يمكن استخدام المصادر المفتوحة للمعلومات على الإنترنت في الوصول لقاتل؟
فنجن قهوة مع جويس حنا.. متى تؤدي الأخبار المضللة إلى الموت؟
لغة للأخبار الزائفة.. دراسة تكشف تباين اللغة بين الأخبار الحقيقية والمزيفة "نيويورك تايمز" نموذجًا
"بيك تو ماب" و"شيك نيوز".. كيف يمكننا كشف مكان التقاط الصور جغرافيًا، ومن التقطها، وكيف ومتى؟
يعلن فريق "رادار نيوزليتر" أن لجنة تحكيم جائزة "أفضل تقارير للتقصي وتدقيق المعلومات في مصر" قد اختارت الأعمال الثلاثة الفائزين، واجتمعت الآراء على أن الأعمال الثلاثة اتسمت بالجودة وضحد المعلومات غير الدقيقة، ومعالجة ذلك بشكل صحفي لائق.
ويقول مؤسس ومدير "رادار نيوزليتر" أحمد عاطف: إن المسابقة كشفت عن صدمة كبيرة لعدم اهتمام المؤسسات الصحفية والإعلامية في مصر بإنتاج قصص وتقارير لتفنيد ومواجهة الشائعات بشكل منهجي، وهو الأمر الذي ينذر بالخطر، ويحتاج من القائمين على المؤسسات الصحفية والإعلامية الانتباه، وتدريب الصحفيين على مواجهة المعلومات المضللة بقواعد وأدوات منهجية، لأن الأكاذيب تطير والحقائق تزحف.
وأشار عاطف إلى أن ما أثار انتباهه أن المسابقة أبرزت أن أفضل التقارير والقصص الخاصة بمكافحة الأخبار المضللة والخلل المعلوماتي في المؤسسات الدولية صنعها وكتبها وفندها صحفيون مصريون محترفون، ولذلك ينبغي الاستفادة من خبراتهم في خدمة العمل الصحفي في مصر.
الأعمال الفائزة بجائزة "رادار نيوزليتر":
فيديو لخبير طقس أمريكي يدعي أن الاحتباس الحراري كذبة.. اعرف الحقيقة
أسماء ممنوعة| مشروع قانون مصري يثير رعب الآباء الجدد
نتفليكس تغير وصف كليوباترا لعمل خيالي
أكاذيب اليورانيوم
خدعة يورانيومية.. بوركينا فاسو لم تملك اليورانيوم كالنيجر لكي تمنع تصديره لفرنسا
قبل نحو 4 أسابيع، وبالتحديد أثناء القمة "الروسية - الإفريقية"، اجتاح منصات التواصل الاجتماعي تسونامي من التدوينات والتغريدات والأخبار المعتمدة على أخبار غير دقيقة، أو يمكن وصفها بـ(المضللة)، حول حظر بوركينا فاسو تصدير اليورانيوم إلى فرنسا والولايات المتحدة، لا سيما في ظل الأحداث السياسية التي جرت في النيجر بعزل الرئيس محمد بازوم وتولي مجلس عسكري من قادة الجيش حكم البلاد، كما أنها منتج مهم لليورانيوم، حيث تحتل احتياطاتها منه المرتبة الأولى عالميًا.
لكن لم يكن الحديث عن النيجر هو السبب في تدفق المعلومات المضللة، خاصة أن الأمر بدأ في الانتشار بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري أمام القادة الأفارقة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمّة الأفريقية الروسية نهاية يوليو المنصرم، وقال نصًا: "زملائي، لديّ آلاف الأسئلة من أبناء جيلي، التي لم نعثر لها على إجابة.. السؤال الذي نطرحه هو أننا لا نفهم كيف لأفريقيا أن تملك كل هذه الثروات على أراضيها، وأن تكون لها هذه الطبيعة الغنيّة بالشمس والمياه الوافرة، ورغم ذلك تظل هي القارة الأفقر في العالم، إفريقيا قارّة تعاني المجاعة".
انتشرت كلمة تراوري ومشاهد حديثه في القمة بشكل ضخم على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بمختلف أشكالها، خاصة مع مشاهد استقباله في بلاده بشكل حماسي كبير، ومن هنا خرجت المعلومات المضللة وبشكل متداول عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث أن بوركينا فاسو قررت إيقاف تصدير اليورانيوم إلى فرنسا والولايات المتحدة، وجاء أغلبها كالتالي: "حظرت بوركينا فاسو ومالي والنيجر صادرات اليورانيوم والذهب إلى فرنسا والولايات المتحدة، ولا يملك الغرب الكثير من الأوراق".
دقق فريق "رويترز" المعلومات بعد انتشارها بشكل كبير، وكشف بشكل قاطع أن الأخبار المتداولة غير دقيقة، لأن بوركينا فاسو لا تمتلك اليورانيوم من الأساس على عكس جارتها النيجر، معتمدة على قائمة "الرابطة النووية العالمية" للدول التي تحتوي على اليورانيوم في إفريقيا والتي خلت منها بوركينا فاسو، مشيرة إلى أن المعدن المشع هو الوقود الأكثر استخدامًا للطاقة النووية. كما أنه يستخدم في علاج السرطان، وفي الدفع البحري، وفي الأسلحة النووية.
كما تحدثت رويترز للوكالة النووية الأوروبية "يوراتوم" للتأكد من صحة الأنباء حول وقف النيجر وبوركينا فاسو تصدير اليورانيوم للخارج، وهو ما نفته الوكالة موضحة أن النيجر كانت ثاني أكبر مورد لليورانيوم الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، لكن الوكالة لا ترى أي خطر مباشر على إنتاج الطاقة النووية في أوروبا إذا خفضت النيجر إمداداتها بسبب المخزونات الكافية.
وأكدت رويترز أنه حتى مطلع أغسطس، لم تعلن أي من الدول الثلاث (النيجر وبوركينا فاسو ومالي) رسميًا عن خطط لوقف صادرات اليورانيوم أو الذهب، ولم تذكر أي إمدادات إلى الولايات المتحدة أو فرنسا، وذلك بعدما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقرير تشير إلى وقف محتمل للصادرات، ولكن يشير فقط إلى اليورانيوم، ثم صححت المقال لاحقًا "لإزالة الإشارة إلى المجلس العسكري الذي أوقف صادرات اليورانيوم إلى فرنسا" وهي المعلومة المضللة التى اعتمدت عليها الكثير من المنصات فيما بعد.
لا تعبث مع القطط
كيف يمكن استخدام المصادر المفتوحة للمعلومات على الإنترنت في الوصول لقاتل؟
"لا تعبث مع القطط.. اصطياد قاتل الإنترنت" هو مسلسل وثائقي على "نتفليكس" عن جريمة حقيقية صدر عام 2019، وتدور أحداثه على مدار 3 حلقات حول مطاردة على الإنترنت، حيث يكشف قصة مجموعة أشخاص حاولوا العثور على شاب يدعى "لوكا ماغنوتا" بعد أن اكتسب شهرة دولية في عام 2010 بعد نشره فيديو مصور على الإنترنت وهو يقتل قطتين، وأدين ماغنوتا فيما بعد بقتل طالب صيني بشكل مروع.
المسلسل يكشف كيف تمكنت مجموعة من الهواة إلى تتبع هذا القاتل عبر مصادر المعلومات المفتوحة OSINT المعروفة في المجال الصحفي بـ(تقنيات استخبارات المصادر المفتوحة) التي تتعلق بالبحث عبر الإنترنت بصور الأقمار الصناعية، وتحديد المواقع عبر الخرائط، والبحث والتنقيب في قواعد بيانات الشركات، وكذلك كيفية الحصول على المعلومات بسهولة عبر منصات التواصل الاجتماعي وعدد من البرامج والتطبيقات.
تبدأ الأحداث بموظفة في واحد من كازينوهات لاس فيغاس، وأثناء تصفحها للفيسبوك يظهر أمامها فيديو باسم "قطتان ورجل"، وبمجرد مشاهدة الفيديو حتى تشاهد شابًا يلعب بقطتين قبل أن يضعهما في كيس ضيق للغاية، ويستخدم مكنسة لإخراج الهواء من الكيس، وتختنق القطط. في مشهد مفزع لقتل القطط، وعلى إثر ذلك تدشن هذه الفتاة وأحد أصدقائها مجموعة فيسبوك (جروب) لبناء الأدلة والعثور على الجاني، وعملوا معًا لفحص تفاصيل الفيديو، بما في ذلك الأشياء الموجودة في الغرفة، للمساعدة في حل اللغز.
حاولت المجموعة في البداية إرسال الصور والمعلومات لجمعيات الرفق بالحيوان في سبيل إيقافه، ما دفع القاتل إلى استفزاز المجموعة عبر حسابات وهميّة ينشر من خلالها فيديوهات جديدة، تقوم إثرها المجموعة بعد شهرة القاتل بتتبع وتحليل كل صورة وفيديو لتحديد مكانه. اللافت في الأمر، أنّهم فعلوا ذلك كما لو أنّهم محقّقون محترفون.
حاول أعضاء المجموعة التواصل مع الشرطة، إلّا أن الأخيرة لم تأخذهم على محمل الجد، في حين أن القاتل "يلعب" مع المجموعة ويهزأ من أعضائها، ليقرر في النهاية قتل إنسان، وتتحول إلى قصة قاتل هزّت الولايات المتّحدة وكندا وفرنسا، في رحلة بحث القاتل عن الشهرة.
يأخذ الأمر منعطفًا جديًا حين يقوم القاتل، لوكا ماغنوتا، بارتكاب جريمة بحق طالب صيني في مونتريال، ونشر الفيديو على الإنترنت، ثم إرسال جزء من الجثة إلى مقر حزب الليبراليين، وجزء آخر إلى مقر حزب المحافظين. هنا، يأخذ الأمر منحى سياسيًا، وجهود المجموعة في تحديد مكانه بين كندا وفرنسا تصل إلى الشرطة، لتبدأ عملية ملاحقة عالميةّ لإلقاء القبض عليه.
استخدم الشباب جهودهم الذاتيّة لاكتشاف القاتل عبر التقنيات المتاحة للجميع، كالتحقق من الصور وتتبع المكان، والكم الهائل من المعلومات المتوافرة على الإنترنت، والتي يمكن عبرها تحديد هوية شخص ومكانه. لاسيما أنه من المعروف لدى خبراء التقنية أن لكل شخص بصمة رقميّة يترك فيها كل ما يفعله، فكل صورة هي وثيقة ذات خصائص يمكن عبرها تقريبًا معرفة كل شيء عن محتوياتها، وتاريخ التقاطها.
ظلت المطاردات للقاتل الذي اتضح أنه مر بفترة من الاضطراب، والذي أدى نهاية إلى إلقاء القبض عليه في برلين وهو يبحث عن صورته على موقع الإنتربول في مقهى إنترنت شعبي.
وفيما يلي بعض الأمثلة المحددة على كيفية استخدام المجموعة للمصادر المفتوحة:
تمكنت المجموعة من تحديد موقع أحد مقاطع الفيديو التي نشرها لوكا بناءً على الخلفية. كان المبنى في الخلفية هو مبنى تاريخي في مونتريال، مما ساعد المجموعة على تضييق نطاق البحث إلى كندا.
تمكنت المجموعة من تحديد اسم لوكا ماغنوتا من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به. كما تمكنوا من تحديد عنوان منزله من خلال سجلات الملكية.
تمكنت المجموعة من العثور على معلومات حول عائلة لوكا وتاريخه الجنائي من خلال السجلات العامة، ساعدتهم هذه المعلومات في معرفة المزيد عن شخصيته ودوافعه.
من المهم ملاحظة أن المجموعة لم تكن مؤلفة من محققين محترفين. لقد كانوا مجرد مجموعة من الأشخاص، الذين كانوا قلقين بشأن جرائم لوكا ماغنوتا، ومع ذلك، تمكنوا من استخدام المصادر المفتوحة بفعالية للوصول إلى القاتل وإلقاء القبض عليه.
فنجان قهوة مع جويس حنا
ضيفة نشرتنا (رادار نيوزليتر) هي الزميلة جويس حنا، الصحفيّة في خدمة تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس، تتمتع بخبرة تزيد عن أكثر من 16 عامًا في العمل الصحفي، وانضمت في العام 2019 إلى خدمة تقصي صحّة الأخبار في الوكالة، وأسهمت في تأسيسها، وهي كذلك مدرّبة في مجال تقصي صحّة الأخبار، وأسهمت في تدريب مؤسسات إعلاميّة وصحفيين وأساتذة في مجال الإعلام.
متى تؤدي الأخبار المضللة إلى الموت؟
لا بُدّ من تدريب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي على أدوات التحقق
كلّ خبر دقّقته علّمني الكثير واكتسبت خبرة منه
الأخبار الكاذبة قد تؤدي إلى الكراهية والنزاعات والاشتباكات
* في البداية، ما أهمية تدقيق المعلومات في الفترة الراهنة بالنسبة لك؟
- بات تدقيق المعلومات جزءًا لا يُجتزأ من عمل كلّ الصحفيّ، ويتعيّن على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام أن يكونوا متمكّنين من الأدوات والتقنيات اللازمة اليوم حتى لا يقعوا في فخّ الأخبار الكاذبة، التي من شأنها أن تثير نعرات طائفيّة وسياسيّة وتغذي خطاب الكراهية.
* لماذا وجهتِ تخصصك إلى الاهتمام بشكل شخصي بهذا النوع؟
- أنا بطبيعتي أحبّ عمل تدقيق المعلومات وتقصي صحّة الأخبار وجمع المعلومات والأدلّة، وهذا طبيعيّ كوني أعمل في مجال الصحافة. ولكن اليوم مع تنامي الأخبار المضلّلة والكاذبة وبخاصّة مع ما وفّرته مواقع التواصل الاجتماعي من مساحة وتربة خصبة لنمو هذه الأخبار بات من الضروريّ أن نبذل مجهودًا أكبر لمكافحة التضليل والمساهمة في نشر الوعي لمحاربة هذا الوباء المنتشر، وأصبحنا اليوم نحمل رسالة وهي نشر الأدوات والتقنيات اللازمة بين الصحفيين والشباب والطلاب وجميع الأشخاص الذين يلجأون إلى مواقع التواصل لاستقاء أخبارهم، حتى نتمكن من كبح انتشار الأخبار المضلّلة التي من شأنها أن تتسبّب في أذيّة كبيرة لكثيرين.
* إلى أي مدى وصل انتشار ثقافة تدقيق المعلومات في مصر والوطن العربي، خاصة في ظل عدم وجود مواد للتربية الإعلامية؟
- أظنّ أننا اليوم على الطريق السليم، لأن مبادرات كثيرة تنظّم لنشر الوعي وتنظيم ورشات عمل لتدريب الصحفيين وطلاب الجامعات وأساتذة الجامعات على كيفيّة التدقيق بصحّة الأخبار بشكل فعال. ونلحظ أن لهذه الورشات آثار إيجابيّة جدًا، لأنها غالبًا ما تكون تطبيقيّة وتقدّم أدوات مفتوحة المصدر متوفّرة للجميع. لا بدّ أن الطريق طويل وشاق، ولكننا على الأقلّ بدأنا المسيرة، ونتطلّع إلى أن تطال هذه التدريبات الجميع وليس فقط الصحفيين، وأذكر هنا المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواطنين. كما يتعيّن أيضًا تكثيف هذه الدورات لطلاب الجامعات والمدارس أيضًا.
* ما النصائح التي يمكن أن توجهيها للصحفيين في عملهم؟
- الشكّ ثمّ التدقيق والشكّ مرّة أخرى، ثمّ التحقّق قبل النشر. حتى لو تأخرنا قليلًا ولم نحقّق سبقًا، لكن من المهمّ جدًا أن يصل الخبر بمصداقيّة وشفافيّة. فالخبر المضلّل إن وصل يصبح من الصعب إيصال الحقيقيّ بنفس الفعاليّة.
* ما أهم التجارب الصحفية والشخصية التي نالت إعجابك في تدقيق المعلومات.. ولماذا؟
- كلها من دون استثناء، فكلّ خبر دقّقت به علّمني الكثير واكتسبت خبرة منه. تجذبني الحالات الصعبة والمعقّدة، كما أتشوّق دائمًا للعمل على المواضيع الصحيّة المضللة.
كذلك، أحبّ في هذا المجال أنه في تطور دائم، وبالتالي أنا أعمل دائمًا على تطوير نفسي بمتابعة كل ما هو جديد واكتشاف الأدوات والتقنيات الجديدة بحيث يمكنني استخدامها في مجال عملي.
* إذا كنتِ تفضلين إخبار الصحفيين على أداة أو طريقة سهلة وبسيطة لتدقيق المعلومات، فما هي؟
- لا أداة قادرة لوحدها على فك خبر مضلّل، إنما هي مجموعة أدوات وتقنيات تساعد على التدقيق تترافق مع معرفة صحفيّة بالأخبار والتطورات العالميّة تمكننا من اكتشاف الأسباب التي ساهمت في ظهور الأخبار المضللة. وعمل المدقق عمل متكامل وشاق في بعض الأحيان يحتاج لأدلّة وبراهين قاطعة لا شك فيها.
ولكن أنصح باللجوء إلى أدوات الأرشفة على الإنترنت للروابط والمنشورات وكل ما نشك به وهي خطوة مهمّة جدًا للاحتفاظ دائمًا بأدلّة لا يمكن لأحد الطعن بها.
* بماذا تحلمين؟
- أحلامي كثيرة. ولكن حلمي على الصعيد العمليّ اليوم هو نشر ثقافة التدقيق بالمعلومات ومشاركة معرفتي في الأدوات والتقنيات لأكبر عدد ممكن من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام والشباب.
* بشكل أكاديمي، هل المواد التعليمية والمناهج العربية تتواكب مع احتياجات الصحفيين والمدققين؟
- لا أظن ذلك، فالمناهج اليوم لا تغطي بشكل كامل وواضح جزء التدقيق بالأخبار مثلًا، وهذا الأمر بات مهمًا جدًا، يتعيّن إعادة النظر بالمنهج أو على الأقل البدء بدورات تدريبيّة مكثفة في الجامعات والمدارس أيضًا، تعني بتقديم ما هو ضروري لتمكين الطلاب من أدوات قادرة على حمايتهم أولًا من الأخبار المضللة على الإنترنت، وتمكينهم من الأدوات والتقنيات وما هم بحاجة إليه كصحفيين.
* وما مدى خطورة انتشار الأخبار والمواد المضللة برأيك؟
- خطيرة جدًا الأخبار الكاذبة، فهي قد تؤدي إلى خطاب كراهية، وإلى نزاعات واشتباكات والأمثلة كثيرة على ذلك. ومن الناحية الصحيّة فإن الأخبار العلميّة والصحية المضلّلة قد تودي في بعض الأحيان بحياة أشخاص لو طبّقوا كل تلك النصائح المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة تلك التي تدّعي أنها تقدم علاجات لأمراض مزمنة وخطيرة!
لغة الأخبار الزائفة
دراسة تكشف تباين الأنماط في لغة الأخبار الحقيقية والمزيفة "نيويورك تايمز" نموذجًا
نشرت مجلة كامبريدج دراسة جديدة على هيئة كتاب يحمل عنوان "لغة الأخبار الزائفة" تكشف وتحلل الأنماط النحوية للغة المستخدمة في كتابة كل من الأخبار الحقيقية والأخرى المضللة، والأكثر خطورة هو أن التضليل والفبركة يحدثان في وسائل الإعلام الرئيسية وليس في منافذ الأخبار سيئة السمعة أو صفحات الإنترنت المعروفة لدى العرب بـ"تحت بير السلم" في إشارة إلى أنها غير معروفة.
وكشف الباحثون أن البنية اللغوية للأخبار الحقيقية والمزيفة يمكن أن تختلف بأشكال متسقة وذات مغزى، وأن الأنماط المنهجية للتنوع النحوي يمكن أن تفرق بين الأخبار الحقيقية والمزيفة التي كتبها صحفي واحد، يكتب لصحيفة واحدة، خلال فترة زمنية قصيرة. (في إشارة إلى أن الدراسة اعتمدت على تحليل 64 مادة من مواد صحيفة "نيويورك تايمز" التي كتبها الصحفي جيسون بلير- الذي تم اكتشاف فبركته لكثير من القصص، وسرقة بعضها، ثم استقال منصبه - خلال فترة ستة أشهر، 36 منها تتضمن أخبارًا كاذبة).
وجدت الدراسة اختلافاتٍ أسلوبية واضحة بين المقالات التي كتب فيها بلير أخبارًا حقيقية، والأخرى التي كذب فيها، إذ اتخذ اختيارات لغوية متسقة في أخباره المزيفة شكّلت نمطًا نحويًا يمكن تمييزه، وبالتالي كشف الأخبار المفبركة، حيث تبين أنّ بلير أورد في أخباره الزائفة معلومات أقل كثافة عن تلك الموجودة في القصص الإخبارية الحقيقية. وتبيّن أنه كان يميل إلى الكتابة بشكل أقل إيجازًا، ويلجأ إلى تعبئة معلومات أقل في مقالاته. كما وجدت الدراسة أيضًا أنه كتب أخباره الزائفة بصيغة أقل اقتناعًا وثقة وتجنّب تحديد مصدر المعلومات التي كان يوردها.
وألقت الدراسة الضوء على وجود تباين في لغة الأخبار الحقيقية والمزيفة، على الرغم من قلة البيانات أو النظريات الداعمة لهذا الادعاء. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى أتمتة عملية تدقيق المعلومات عن طريق تدريب الأنظمة الآلية على اكتشاف الأخبار الزائفة، تشدد الدراسة على أنه لا ينبغي أن نفترض إمكانية تدريب نظام التعلم الآلي على حل هذه المهمة قبل توفير أساس نظري لدراسة لغة الأخبار المزيفة، خاصة أن محرري "نيويورك تايمز" لم يتمكنوا من كشف القصص الإخبارية الزائفة بسهولة.
يأمل الباحثون أن تساعد الدراسة الجمهور في تمييز الأنماط اللغوية للأخبار الزائفة، إذ يقول بروفيسور غريف: "ربما لم يكن الجمهور مرتابًا عند قراءة الأخبار كما نحن الآن، ولكننا نأمل أن تساعد معرفة وجود هذه الأنواع من الأنماط اللغوية، على اكتشاف الأكاذيب عند قراءة الأخبار وتشجيع المزيد من البحث حول لغة الأخبار الزائفة".
"بيك تو ماب" و"شيك نيوز"
كيف يمكننا كشف مكان التقاط الصور جغرافيًا، ومعرفة من التقطها، وكيف ومتى؟
Pic2Map هو عارض بيانات EXIF عبر الإنترنت مع دعم إحداثيات GPS والذي يسمح لك بتحديد موقع الكاميرا الرقمية أو صور الهاتف الذكي وعرضها على خرائط Google، والمقصود بذلك أنها تكشف عن البيانات التي تم تخزينها مع الصور، والتي لا نستطيع كشفها كإحداثيات التقاط تلك الصورة ومكان وجودها على الخرائط.
ليس ذلك فقط، بل تكشف الأداة أيضًا، نوع الكاميرا أو الموبايل الذي تم التقاط الصور به، وفتحة العدسة ومقاسات وجودة الصور، وهل تم استخدام إضاءة الفلاش أم لا، لكن هذه الأداة تشترط أن تكون الصور بجودتها الأولى، دون إجراء أي تعديل عليها.
شيك نيوز - Check News
وهو الموقع الذي أطلقته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية منذ 2017 حيث يمكن الرد على الاستفسارات مباشرةً من قبل صحفيي خدمة Désintox للكشف عما هو حقيقي، وما هو مزيف، ويعتبره البعض أول موقع للتحقق من الأخبار في خدمة مستخدمي الإنترنت. ويجيبكم مباشرة صحفيو خدمة Désintox، خاصة أنهم يفتحون حوارًا مباشرًِا بين الصحفيين والقراء.
Check news، بات محركًا بحثيًا، لكنه بشري يتولى التدقيق في المعلومات والإجابة عن الأسئلة، ويتم نشر النتائج كل يوم أو يومين.